عاجل:

"الغارديان": لا منتصرون من حرب شاملة

  • ٨٥

إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل

كتب المؤرخ إيه جيه بي تايلور أن "الحروب تشبه إلى حد كبير حوادث الطرق" من حيث أن لها عواقب عميقة ولكن ليس بالضرورة أن تكون لها أسباب عميقة بنفس القدر. فالضربات الإسرائيلية المستهدفة لمجمعات التكرير قد لا تفعل أكثر من كسب التصفيق المحلي. فقصف جزيرة خرج (قلب عمليات تصدير النفط الإيرانية) من شأنه أن يشل اقتصادها ومع ذلك فإن مثل هذه الخطوة قد تؤدي أيضاً إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية وقد يكون لها تأثير على المستهلكين الأمريكيين قبل أسابيع فقط من الانتخابات الحاسمة.

وقد فشلت العقوبات التي فرضتها واشنطن في إعاقة صادرات النفط الإيرانية ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن الصين كانت على استعداد لتحدي واشنطن ومع شراء بكين لنحو 90% من النفط الخام الإيراني فإن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت الإيرانية سيكون له عواقب غير مؤكدة مما قد يجر الصين إلى الصراع ويعيد تشكيل ديناميكيات الشرق الأوسط لسنوات.

ومن الصعب التنبؤ بنتائج مثل هذا الصراع ومع ذلك فإن ما حدث في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق هو بمثابة تذكير بأن الأعمال المزعزعة للاستقرار غالباً ما تدعو القوى الخارجية للتدخل في الشرق الأوسط. 

في نهاية المطاف سيتوقف تأثير الهجوم الإسرائيلي على رد فعل إيران وكيفية تفاعل كبار منتجي النفط العالميين مع الصدمة النفطية المحتملة. يمكن للصين أن تعوض خسارة 1.5 مليون برميل يومياً من النفط الإيراني من خلال اللجوء إلى المملكة العربية السعودية التي لديها طاقة إنتاجية احتياطية كبيرة. ومع ذلك فإن الرياض التي استعادت علاقاتها مع طهران مؤخراً حذرة من الانجرار إلى صراع بين إسرائيل وإيران فقد سعت المملكة إلى تحسين العلاقات مع طهران بعد أن تسببت حربها المكلفة مع الحوثيين في هجوم إيراني مدمر بطائرة بدون طيار على منشآتها النفطية وقد أدى الهجوم الذي تجاوز دفاعات صواريخ باتريوت الأمريكية إلى خفض إنتاج الرياض من النفط إلى النصف مؤقتاً.

قد تؤدي حرب شاملة بين إيران وإسرائيل إلى إغلاق مضيق هرمز وهو أهم نقطة عبور للنفط في العالم حيث يتم من خلاله نقل ربع النفط الخام المشحون بالناقلات وسيكون ذلك بمثابة ضربة قاضية للاقتصاد العالمي. ولكن إذا حوصرت إيران في الزاوية مع انخفاض قدرتها التصديرية فقد تغلق المضيق في تصرف يائس.

وتفيد التقارير أن السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطائرات الإسرائيلية والأمريكية المتورطة في قصف إيران في نيسان الماضي ولا شك أن كلاهما ستعتقدان أنه من الحكمة أن تفعلا ذلك مرة أخرى.

الحرب ليست طريقة مقبولة لحل النزاعات الدولية وسيكون من الأفضل إسكات المدافع في مناطق القتال واللجوء إلى الدبلوماسية وإذا ما تبنى القادة بشكل جماعي هذا الرأي فإن الشرق الأوسط والعالم سيكون بلا شك مكاناً أكثر أمناً واستقراراً.

المنشورات ذات الصلة