عاجل:

بيان سفارة زيلنسكي: حماقة أعيت من يداويها

  • ١١١

كتب داود رمال:

في املاء سافر، وانتهاك صارخ، للسيادة اللبنانية، وبعيدا من الاعراف الديبلوماسية في المخاطبة والمراسلة، عمدت سفارة "المهرّج" فلودمير زلنسكي في بيروت، الى تجاوز كل القواعد واصدار بيان وتعميمه على وسائل الاعلام، تناشد فيه القيادة السياسية في لبنان بضرورة إدانة ما ادعت انه عملية قصف القوات الروسية مستشفى "أوخماتديت" للأطفال في كييف".

الرد على هذه الاستباحة للسيادة اللبنانية ولكل الاعراف الديبلوماسية، هو بلسان حال احد عظماء لبنان جبران خليل جبران عندما قال "الوقاحة هي ان تنسى فعلك وتحاسبني على ردة فعلي"، والذي زاد عليه الاديب المصري نجيب محفوظ بقوله "الوقاحة هي ان تبتسم لي وقد أكلت من لحمي حتى جف لسان، والاستهانة ان أعلم بذلك وأبتسم لك"، ليختم العالم محمد النفوس بقوله "لكل داء دواء يُستطب به الا الحماقة أعيت من يداويها".

اذا كان سفارة زيلينسكي، تريدنا ان "نهتز"  وان "تهز" العالم بنبأ قصف استهدف كييف، وان نثور لسقوط  ضحايا، ما بالها لم "تهتز وتثور" امام المحرقة الاسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني من غزة الى الضفة الى القدس والقتل المتعمذد للاطفال الذين جاوزوا العشرة الاف طفل، وما بالها "لا تهتز ولا تثور" للمجازر بحق اطفال لبنان على يد العدو النازي الاسرائيلي ذاته، والذي افتتح اجرامه بمجزرة اطفال بلدة عيناثا عند الحدود مع فلسطين المحتلة وواكمل بسلب الامل عندما اجهزت طائراته على الطفلة امل الدر، وصولا الى مجزرة النبطية واللائحة تطولا قبلا وبعد.

الا تعلم سفارة زيلنسكي ان الاصول الديبلوماسية تفرض عليها ان تتبع قنوات التواصل الديبلوماسي، وان تحترم اصول المخاطبة، وانه ليس من مسوّغ قانوني وفق القوانين الديبلوماسية يجيز لها اصدار بيان فيه كل مصطلحات وعبارات الفرض والاخضاع وتجاوز الليقات، بينما المسموح تواصل مع وزارة الخارجية اللبنانية وابلاغ طلبها وفق الاصول والاعراف والقوانين، فماذا لو فعلت سفارة لبنان في كييف ما فعلته سفارة زيلنسكي في بيروت؟، اما كانت الدنيا قامت ولم تقعد؟.

قبل ان تطلب سفارة زيلنسكي ادانة مزاعم لم تثبت، لماذا لم تبادر حكومتها الى ادانة المجازر الاسرائيلية، ان ان في الامر صلة قرابة بين "المهرّج"، واسياده في تل ابيب؟، والاخطر، لماذا يواصل "المهرّج" زيلنسكي دعم العدو الاسرائيلي سياسيا وعسكريا وامنيا، من خلال ارسال السلاح والذخيرة الفتاكة، بينما هو يستجدي حلف الناتو لتزويده بالمزيد من السلاح المتطور الذي تبين ان القسم الاكبر منه يتم بيعه، وسلسلة الفضائح تتواصل فصولا في هذا المجال، بعدما تبرّع لكي يكون الاداة التي يستخدمها الناتو وعلى رأسه الولايات المتحدة الاميركية في اشغال روسيا الاتحادية وصولا الى تدمير اوروبا؟!.

عود على بدء، لا نعلم ان كانت سفارة زيلنسكي كما قال جبران "تنسى فعلتها" او كما قال محفوظ "تأكل لحمنا وتبتسم"، وربما الاصح ما قاله النفوس "الحماقة أعيت من يداويها"، وجوابنا هو رهان في الزمان الموصل الى هزيمة ستكون درسا لكل أداة مجرم.

اما لبنان فأكبر من ان تخضعه سفارة مهرّج عليها ان تعتذر الامس قبل اليوم..