عاجل:

المقاومة تفتح مساراً رابعاً لتثبيت معادلة حماية بيروت | رسالة حزب الله «الانقضاضية»: الشمال يتمدّد إلى حيفا

  • ٢٢

جاء في جريدة الأخبار:

عملية حزب الله أمس بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على معسكر تدريب تابع للواء «غولاني» في بنيامينا جنوب حيفا المحتلة، موقعة العشرات من ضباط العدو وجنوده بين قتيل وجريح، شكّلت ترجمة عملية سريعة لما ورد في بيان غرفة عمليات المقاومة الإسلامية الثلاثاء الماضي، بالتأكيد على أن “المقاومة الإسلامية ترى وتسمع حيث لا يتوقع هذا العدو، ويدها قادرة أن تطال حيث تريد في فلسطين المحتلة”.

وأكّدت وسائل إعلام إسرائيلية على هذا المضمون، إذ قالت تعليقاً على العملية إن «حزب الله ضرب الجنود عندما اجتمعوا لتناول الطعام في القاعدة... وهو كان على علم أين ومتى سيضرب”.

ونقلت عن مصادر أمنية أن العملية نُفّذت بواسطة «مُسيّرات متطورة جداً حلّقت على علو منخفض وأطلقت صاروخاً على الهدف قبل أن تنقضّ عليه»، مشيرة إلى أنه بناءً على دراسة حزب الله لمنظومات الدفاع الجوي وأنظمة الرصد الإسرائيلية، فقد بدأ يُرسل مُسيّراته في مسارات جوية محددة تشكل في معظمها نقاط ضعف تنفذ من خلالها إلى العمق الإسرائيلي بعيداً عن شعاع منظومات الرصد التابعة للدفاع الجوي الإسرائيلي.

وعليه، تكشف هذه العملية عن إحاطة استخبارية متقدّمة وتطور الأداة التي استخدمها حزب الله، وعن احتراف في التكتيك العسكري، فضلاً عن صلابة في الإرادة السياسية والتطور في القدرات.

وفي خطوة تحمل من المؤشرات الكثير حول المستوى العالي من التحكم والسيطرة لغرفة عمليات المقاومة، لم يضع حزب الله العملية في إطار المسار العملياتي الثلاثي اليومي (دعم ومساندة غزة، دفاعاً عن ‏لبنان وشعبه، وفي إطار سلسلة عمليات خيبر)، بل فتح مساراً رابعاً من شأن تكريسه أن يثبّت معادلة حماية بيروت، إذ أعلن أن ضرب معسكر لواء غولاني في بنيامينا يأتي «رداً على الاعتداءات الصهيونية وخصوصاً ‏على أحياء النويري والبسطة في العاصمة بيروت وباقي المناطق اللبنانية”. وذهب البيان إلى حدّ التأكيد أن «المقاومة الإسلامية ستبقى حاضرة ‏وجاهزة للدفاع عن بلدنا وشعبنا الأبي والمظلوم، ولن تتوانى عن القيام بواجبها في ردع العدو”.

وبذلك، يكون حزب الله قد وجّه رسالة قوية وبالنار إلى الطاقم السياسي والعسكري الذي يدير العدوان على لبنان، وعلى رأسه بنيامين نتنياهو الذي وضع «حماية الجليل ومستعمراته» هدفاً للعدوان، ووزير دفاعه يؤاف غالانت الذي أعلن قبل ساعات من ضربة بنيامينا، في تصريح مكرر، أنه نجح في القضاء على معظم قدرات حزب الله الصاروخية وتلك المتعلقة بالمُسيّرات.

وتقول رسالة حزب الله «الانقضاضية» إن حيفا أصبحت فعلاً كريات شمونة ثانية، بما يحمله ذلك من دلالات على أن هدف نتنياهو وتصريحات غالانت ما هي إلا أٌمنيات تقف قدرات المقاومة حائلاً دون تحقيقها.

وشرح معلّق الشؤون العربية في القناة 13 تسفي يحزكالي، دلالات العملية إذ قال إنه “بالنسبة إلى حزب الله، فإن الألم الذي نعاني منه سيدفعنا إلى الاتفاق الذي يريده».

ورغم التعتيم الإعلامي المشدّد الذي تفرضه الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الخسائر جرّاء عمليات المقاومة، نشرت وسائل إعلامية عبرية ودولية مختلفة صوراً ومشاهد تظهر آثار الضربة وعمليات إجلاء المصابين.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن جيش الاحتلال أن مُسيّرتين أُطلقتا تحت غطاء صواريخ اعتُرضت إحداهما قرب نهاريا من دون رصد المُسيّرة التي ضربت بنيامينا. بدوره، نقل مراسل القناة 12 الإسرائيلية نير ديبوري فحوى تحقيق أولي أجراه جيش العدو حول العملية، أشار إلى أنه تمّ إطلاق طائرتين بدون طيار من لبنان، اعترضت سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية إحداهما وانقطع الاتصال بالأخرى، ولم يتم تفعيل أي تحذير. ورجّح التحقيق أنها حلّقت على ارتفاع منخفض وتهرّبت من الرادار وأصابت هدفها. وأكّدت القناة 14 العبرية بدورها أن «حزب الله استخدم الخداع والتضليل كي ينجح في إيصال الطائرة المُسيّرة إلى قاعدة بنيامينا». وراحت وسائل الإعلام العبرية تُحدِّث تباعاً أرقام المصابين بناءً على بيانات الإسعاف والمستشفيات، وأشارت آخر حصيلة إلى مقتل 4 ضباط وجنود وإصابة نحو 67 آخرين، ليرتفع بذلك عدد القتلى والجرحى بين ضباط العدو وجنوده أمس، إلى حوالي 100 بين جنوب لبنان وجنوب حيفا.

وسجّل حزب الله أمس رقماً قياسياً في عدد العمليات التي نفّذها ضد العدو الإسرائيلي، إنْ في مواجهة العملية البرية، أو ضد المواقع والثكنات والتجمعات المعادية في الشمال، أو في إطار عمليات «خيبر» الأكثر عمقاً.

وواصل المقاومون صدّ محاولات توغّل العدو في عمق الحدود اللبنانية، إذ سُجّلت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية وقذائف المدفعية في الحارة الغربية لِبلدة عيتا الشعب. وعلى مرتفع كنعان في بليدا، وأثناء محاولة تسلل قوات مشاة للعدو اشتبك معها المقاومون بالأسلحة الرشاشة ضمن مسافة صفر وأوقعوا أفرادها بين قتيلٍ وجريح، كما اشتبكوا مع قوة مشاة أخرى أثناء محاولتها التسلل إلى بلدة القوزح من الناحية الجنوبية، واستهدفوا دبابة للعدو جنوب القوزح بِصاروخٍ موجه، ما أدى إلى احتراقها وإيقاع طاقمها بين قتيلٍ وجريح.

وفي رامية، فجّر المقاومون عبوة ناسفة بِقوةٍ معادية واشتبكوا معها لدى محاولتها ‏التسلل إلى منطقة تل المدوّر ‏في البلدة وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح، كما استهدفوا آلية مدرّعة في محيط موقع رامية بصاروخ موجّه وأوقعوا طاقمها بين قتيل ‏وجريح. ‏


المنشورات ذات الصلة