عاجل:

"الغارديان": إسرائيل دولة مارقة ويجب إزالتها من الأمم المتحدة

  • ٦٢

إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل

على مدار العام الماضي شنت إسرائيل هجمات على العديد من البلدان والأراضي المحتلة: قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن وإيران، كما استهدفت أيضاً منظمة واحدة بعينها بسلسلة من الهجمات الخطابية والعنيفة غير المسبوقة .. نعم الأمم المتحدة. لقد شهدنا جميعاً إعلان إسرائيل فعلياً الحرب على الأمم المتحدة.

تأملوا سجل الأسابيع والأشهر الأخيرة:

فقد ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي أثناء وقوفه على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذه الهيئة ووصفها بأنها "حقيرة" و"بيت الظلام" و"مستنقع من الحقد المعادي للسامية".

وقام سفير إسرائيل المنتهية ولايته لدى الأمم المتحدة بتمزيق نسخة من ميثاق الأمم المتحدة أثناء وقوفه أيضاً على منصة الجمعية العامة وقال لاحقاً إن مقر الأمم المتحدة في نيويورك "يجب إغلاقه ومحوه من على وجه الأرض".

واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي الأمين العام للأمم المتحدة بعدم إدانة الهجمات الإيرانية على إسرائيل وأعلنه "شخصاً غير مرغوب به في إسرائيل" وأعلن أنه "منعه من دخول البلاد".

كما أن البرلمان الإسرائيلي بصدد تصنيف وكالة الأمم المتحدة (أونروا) "منظمة إرهابية".

وقد قصف الجيش الإسرائيلي مدارس ومستودعات ومخيمات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في غزة لمدة 12 شهراً متتالياً وقتل رقماً قياسياً بلغ 228 موظفاً حيث علّق الأمين العام للأمم المتحدة: "إنه أكبر عدد من موظفينا الذين قتلوا في صراع واحد أو كارثة طبيعية منذ إنشاء الأمم المتحدة".

كما يقوم الجيش الإسرائيلي الآن بمهاجمة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان حيث أصيب خمسة من قوات اليونيفيل بجروح جراء إلحاق القوات الإسرائيلية أضراراً بمواقعهم بالقرب من الخط الأزرق.

ولعل السؤال الأهم على الإطلاق: كيف لا يزال مسموح لإسرائيل بأن تبقى عضواً في الأمم المتحدة؟ لماذا لم يتم طردها من المنظمة التي تهاجمها وتقوضها بلا هوادة وبلا خجل؟

المادة 6 من ميثاق الأمم المتحدة تقول: "يجوز للجمعية العامة بناء على توصية مجلس الأمن أن تطرد من المنظمة عضو الأمم المتحدة الذي يُخل باستمرار بالمبادئ الواردة في هذا الميثاق" ولكن الولايات المتحدة (التي استخدمت الفيتو ضد أكثر من 50 قرار لمجلس الأمن الدولي ينتقد إسرائيل منذ أوائل السبعينيات) لن تسمح أبداً بتقديم "توصية من مجلس الأمن" من هذا القبيل.

إذن ما هو "الأكثر أهمية" بالنسبة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة في الوقت الحالي من الهجمات على المنظمة نفسها من قبل دولة عضو واحدة؟ على سلطة الأمم المتحدة وموظفيها ومقرها وميثاقها؟

يوم السبت الماضي أصدرت 40 دولة بياناً مشتركاً يدين الاعتداء الإسرائيلي السافر والمستمر على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، لكن الكلام لا معنى له فعلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تتحرك.

قد ترغب الحكومة الإسرائيلية بالتظاهر بأن الأمم المتحدة والجمعية العامة على وجه الخصوص عاجزة ومليئة بالتحيز المعادي للسامية ولكن إسرائيل موجودة اليوم فقط بسبب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لذا فإن طرد إسرائيل من الأمم المتحدة أو على الأقل تعليق مشاركتها في الجمعية العامة كخطوة أولى من شأنه أن يبعث برسالة قوية إلى شعب إسرائيل وبقية العالم على حد سواء.

إن سلطة الأمم المتحدة لا تزال مهمة وحياة موظفي الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام مهمة أيضاً ولا يمكن لدولة مارقة أن تعلن الحرب على الأمم المتحدة نفسها وتستمر في الإفلات من العقاب.

المنشورات ذات الصلة