اشار السيد علي فضل الله، في خطبة يوم العاشر من محرّم في حارة حريك، الى اننا “نقوم أفراداً ونتعاون مجتمعاً لمواجهة اعداء الأمة الذين سخروا وسائل إعلامية ضخمة وجهوداً سياسية واسعة وقدرات وإمكانات كبيرة لكي يستهدفوا قيمنا وديننا ويعملوا على تفريغ واقعنا منها أو تهديد أوطاننا، والسيطرة على ثرواتنا ومقدراتنا، والذي نشهد أجل مظاهره في الجرح النازف في غزة، حيث يسعى العدو الصهيوني للإجهاز على القضية الفلسطينية، وهو لذلك يرتكب المجازر والتدمير الممنهج للمباني السكنية والمدارس والجامعات والمستشفيات ويستكمل ذلك في الضفة الغربية، وهو يستفيد في ذلك من الدعم الدولي والإقليمي، ومع الأسف من الصمت المريب للعالم العربي والإسلامي رغم المسؤولية التي تقع على هذا العالم”.
ودعا أن “يكون الموقف موحداً لمواجهة هذا الكيان من المسلمين سنة وشيعة ودروزاً ومسيحيين، لأنها قضية عدل وحرية في مواجهة الظالم والجلاد ولأن السماح لهذا العدو أن ينتصر سيسمح لهذا الكيان لا بإخضاع هذا البلد فحسب بل بأن يسيطر على كل المنطقة، وأن يهدد وحدتها وثرواتها وقرارها الحر وأن يمتلك السطوة عليها”، متوجها بـ”التحية إلى الشعب الفلسطيني على صلابته وصبره وصموده والروح المضحية”.
وشدد على “ضرورة الوقوف في وجه من يعمل على الاساءة إلى الوحدة الإسلامية التي تجلت في الموقف الموحد من غزة وأن نتجاوز لأجلها الحسابات المذهبية الضيقة ووأد الفتنة والتي شهدنا أحد مظاهرها في عُمان، حيث تم الاعداء على أحد المجالس العاشورائية في الوقت الذي لا نحتاج إلى التأكيد أن عاشوراء هي إسلامية وإنسانية كما تشهد شعاراتها ومنطلقاتها وشخصياتها، فالحسين(ع) ليس رمزاً للشيعة بل هو للمسلمين وللإنسانية، ولا زلنا ندعو أن يكون الإحياء على مستوى المسلمين بل على المستوى الإنساني”.
في سياق اخر، وبالانتقال إلى لبنان، لفت الى انه “لا يسعنا إلا أن نشد على أيدي المقاومة التي وعت مسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني وقامت بدورها، من منطلقها الإنساني والقومي، ومن وعيها وحرصها على مستقبل هذا البلد الذي لن يستطيع أن يحظى بأمانه واستقراره في ظل غطرسة هذا العدو وعدم توقفه عن العبث بأمنه واستقراره، وهو ما دفع هذه المقاومة لتقوم بواجبها، وها هي اليوم بجهادها وتضحياتها وصبر شعبها تلقن العدو الصهيوني درساً بأن عليه أن يفكر طويلاً قبل أن يقدم على ما يهدد به من استباحة هذا البلد أو المس به وأن الجو لم يعد سائباً لعدوانه وكذلك البر والبحر”.
ودعا اللبنانيين أن “يكونوا أكثر وعياً لمخاطر هذا العدو على هذا البلد، والذي لن يكون يوماً آمناً إذا لم يحظ بالقوة والمناعة الداخلية”، مؤكدا “ضرورة استمرار العمل لإخراج هذا البلد من أزماته التي يعاني منها بأن نكون دعاة فيه لإزالة قواعد الفساد الذي يستشري في مفاصل الدولة وسد الفراغ، في مؤسساته ولاسيما على صعيد رئاسة للبدء وبمعالجة الأزمات المستفحلة والتي لن تطوى إلا ببناء دولة نريدها دولة الإنسان”.