عاجل:

التوتر يتصاعد بين إسرائيل وإيران... وهوكشتاين إلى بيروت من جديد

  • ١٠

مشهدُ الميدان يوم أمس بدا مختلفاً، بعد أنَّ قطعت مسيّرة انطلقت من لبنان مسافة سبعين كلم وحطّت في قلب حيفا، قاصدةً منزل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، لتقلب المعادلة باستهدافٍ هو الأوّل من نوعه، ولتصدم رادارات العدو التي تجاوزتها متجهةً نحو هدفها. 

وإذ باتَ جليّاً أنَّ ما من رادع للجنون الإسرائيلي، الذي جدّد غاراته على الضاحية الجنوبية لبيروت وضواحيها بعد سلسلة تهديدات مرفقة بخرائط للمباني كعادته الهزيلة، ترددت معلومات حول زيارة للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت خلال الأسبوع المُقبل.

في السياق، لم تتوقف الغارات العنيفة على مناطق البقاع منذ أيام عدّة، حيث ارتكبَ العدو الإسرائيلي مجزرة جديدة يوم أمس في منطقة بعلول في البقاع الغربي، ذهب ضحيتها أربعة أشخاص وأُصيب ثلاثة عشر شخصاً بجروح. إلى ذلك، دوّت انفجارات صباح السبت في حيفا والكرمل وقيساريا ومستوطنات إسرائيلية أخرى، بفعل صواريخ "الحزب" ما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الإصابات، مخلفةً أضراراً جسيمة في المباني.

توازياً، لفتَ العميد المتقاعد خليل الحلو إلى أنَّ لا شك بأن تقنيات المسيّرة التي استهدفت منزل نتنياهو إيرانية، وقد تكون أُطلقت من لبنان بفعل قرب المسافة مع الأراضي المحتلة، إذ إنَّ ذلك يساعد في الحد من إمكانية إسقاطها، كما قد يكون "حزب الله" مَن أطلقها رداً على موجة الإغتيالات. وفي هذا السياق، أعلنت بعثة ايران في الأمم المتحدة ان لا علاقة لها بالمسيّرة وان حزب الله هو من أطلقها.

الحلو ذكر في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ الحرب دائرة على جميع الجبهات، وبذلك من الممكن أن لا نشهد تداعيات للاستهداف، إذ إن الحرب الإسرائيليّة مستمرة وهي آخذة على نحو تصاعدي عبر سلسلة الاغتيالات، وبالتالي إذا أتى الرد فمن الممكن أن يكون على هيئة استهداف شخصية كبيرة أو محاولة اغتيال من الداخل الإيراني.

وإذ اعتبرَ الحلو أن زيارة هوكشتاين المرتقبة قد لا تحمل أيّ جديد على مستوى المفاوضات القائمة، قائلاً إنَّ الحديث عن القرار 1559 أمر غير واقعي في ظلّ هذه الظروف، لذا ممكن أن يطرح هوكشتاين القرار 1701 بصيغة معدّلة، إلّا أن أي تعديل لن يفي بالغرض، خصوصاً وأن الحرب مستمرة، في ظل غياب أي تدخل دولي لتطبيق القرارات الأممية، مشيراً إلى أنّه بذلك سيسعى إلى التهدئة، لكن المشكلة تكمن لدى إسرائيل إذ إن استعدادات وقف إطلاق النار وتطبيق الـ1701 إيجابية لناحية لبنان الرسمي و"حزب الله"، إنما ما من أحد قادر على إيقاف نتنياهو حتّى هوكشتاين.

من جهته، رأى الصحافي والكاتب السياسي جورج شاهين انَّ "الحزب" لم يُعلن رسمياً استهداف منزل نتنياهو، ولو كانت بعض المصادر الديبلوماسية قد ربطت هذا الأمر بسلسلة الإغتيالات وآخرها رئيس حركة "حماس" يحيى السنوار، لافتاً إلى أن إسرائيل وجهت أصابع الاتهام نحو إيران ولم تأتِ على ذكر حزب الله وهذا أمر بالغ الدقة، خصوصاً وأنّها ماضية بالتحضير للعملية ضدّ إيران.

شاهين رأى في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ هذا الفعل لا يُمكن لإسرائيل أن تتجاوزه دون استغلاله ديبلوماسياً وفي إطار التحضير لردها على إيران، خصوصاً وأن هناك غموض حول نوعية هذا الرد وشكله وتوقيته، كما وأنَّ نتنياهو أكد أنه لن يكون هناك أي رد قبل اتخاذ قرار واضح وصريح من الحكومة، ممّا يفسح المجال أمام مجموعة من السيناريوهات قياساً على النصائح والملاحظات الدولية والأممية. 

في الشأن الداخلي، وفي سياق تعليقه على الحديث حول زيارة هوكشتاين، اعتبرَ شاهين أنَّ "من راقب حركة هوكشتاين في المرحلة الأخيرة وطلبه من قبل الإدارة الأميركية الظهور على الشاشات اللبنانية الرئيسية تؤكد بأنه ليس هناك أي موعد بشأن زيارة لبنان وهو ما أكدته مراجع ديبلوماسية محلية وأجنبية، وهو ما يجعل الزيارة تبقى في إطار تكهنات غير نهائية"، لافتاً إلى أن هوكشتاين ينتظر حصيلة المشاورات الديبلوماسية الجارية ولا سيما الحراك الديبلوماسي الفرنسي، حيث يتم التحضير لإضافة تعديلات على المشروع الأميركي الفرنسي الذي سعى إلى هدنة 21 يوماً وهو لم يطرح على مجلس الأمن بعد.


المنشورات ذات الصلة