وكان لآموس هوكشتاين الموفد الاميركي الى لبنان وعلى مدى 11 شهرا جولات تحذيرية من زيادة التصعيد وخروج الامورعن السيطرة...
وكان للشعب اللبناني على مدى عام مسؤولون يجلسون في صالوناتهم يناقشون مصيرهم، يتكتمون عن معلومات وحقائق كفيلة بتقرير حياتهم أو موتهم..
اليوم، وبعد أن رست المعادلة على الإنهيار والنزوح والموت وخروج الامور عن السيطرة، تقع مسؤولية كل ما حل بأي لبناني على كل جهة أخفت الحقائق عنه وتحدثت باسمه
كل جهة سمعت وفاوضت، تتحمل مسؤولية كيفية إدارة التفاوض واحتكار قرارات أثبتت عدم جدواها بل ساهمت في تدمير الجنوب والبقاع والضاحية وجزءا من بيروت. تتحمل سقوط اكثر من الفين شهيد وأكثر من احدى عشرة الف جريح وتدمير الآلاف من المنازل والمباني والمحال التجارية.
كل جهة سمعت وفاوضت باسم لبنان تتحمل مسؤولية ما حل من كوارث نتيجة عدم قول وشرح المعطيات الحقيقية أمام شعب فشلت في حمايته، فأسقطت عنه حرية تقرير مصيره وأحقية اختيار خياراته.
كل جهة سمعت وعلمت بالمصير الآتي تتحمل مسؤولية عدم وضع خطط حماية، من إيواء الى عدم تنظيم غرف عمليات مواكبة للنزوح الى غياب لخطط طوارئ في الصمود الانساني كاالغذاء والمكان والوقاية، بل أكثر...هي تتحمل في خضم هذه الحرب مسؤولية "اختفاء" مساعدات الدول المانحة وحرمان مليون ونصف نازح منها، وهي تساهم في ابسط مقومات العيش (علما ان الوضع غير مستغرب من قبل الآتين من القرى البقاعية تحديدا وهم الذين كانوا منسيين من الرؤساء والنواب والوزراء والاحزاب التي قامت وصعدت بفضل حسن النوايا والايمان بالوعود وغيرها.)
وللشعب اللبناني حرب طويلة، حرب مع عدو مجرم سفاح لعين، وحرب مع منتفعين أسقطو الدولة والمؤسسات وفاوضوا عنه في غرف مظلمة انعكست خرابا وسوادا على ايامهم ولياليهم!