عاجل:

نتنياهو المتوحش سيستمر في القصف ولكن سياسة حافة الهاوية التي يتبعها قد تذهب بعيداً

  • ٥١
إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل

من الواضح تماماً أن بنيامين نتنياهو لا يريد وقف إطلاق النار في غزة أو لبنان أو أي مكان آخر ويمكن لإدارة بايدن وحكومة كير ستارمر أن يصروا على الوهم المريح سياسياً بأن مقتل السنوار قد فتح نافذة للسلام .. ولكن هذا هراء فنتنياهو يصول ويجول بعنف كعربيد مخمور مسلح بكومة من الطوب الذي زودته به الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهو يحب صوت تكسير الزجاج.

الحقيقة المزعجة هي أن نتنياهو وحلفاءه اليمينيين المتطرفين وأعداد كبيرة من المواطنين الإسرائيليين يعتقدون بحماقة أنهم يربحون الحرب التي بدأتها حماس ووسعتها إسرائيل بلا هوادة وبشكل إجرامي وهم ينظرون إلى مقتل السنوار على أنه أحدث تبرير لسياسة الحرق التي يتبعها نتنياهو

بماذا يفكر نتنياهو؟ إنه يهدف إلى تحقيق أقصى قدر من القوة والنفوذ وذلك جزئياً لحماية نفسه سياسياً في المستقبل. لقد كثّفت إسرائيل عملياتها العسكرية في شمال غزة على الرغم من أن حماس مقطوعة الرأس وغير منظمة وكالعادة هو سعيد بتلقي الانتقادات الدولية الناتجة عن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين .. لماذا؟ .. لأن نتنياهو عازم على زيادة السيطرة الإسرائيلية وموقعه الخاص قبل اليوم الذي يقرر فيه هو وليس جو بايدن أو أي شخص آخر وقف إطلاق النار.

لقد رفض نتنياهو نصيحة القادة العسكريين الإسرائيليين وكذلك نصيحة الأمريكيين بضرورة استغلال مقتل السنوار للحصول على صفقة رهائن، ومن جانب حماس أيضاً لم يطرأ أي تغيير.

ويتجلى تعنت إسرائيلي مماثل في لبنان حيث تكثفت الغارات الجوية على بيروت ومدن أخرى والتقدم الميداني منذ مقتل نصر الله.

وفي دلالة على احتقاره لصانعي السلام لم يُظهر نتنياهو أي ندم على نقل حربه إلى الأمم المتحدة سواء من الناحية السياسية (حيث ألقى الشهر الماضي خطاباً عدوانياً مخزياً أمام الجمعية العامة) أو من الناحية العسكرية (من خلال الهجمات على قوات اليونيفيل) كما تعرّض الجيش اللبناني وهو قوة أخرى غير مقاتلة للقصف أيضاً.

ويضغط عاموس هوكشتاين مبعوث السلام الأمريكي من أجل وقف إطلاق النار على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 ولكن إسرائيل تطالب بحقها مستقبلاً في إعادة التدخل في البلاد براً وجواً كلما شعرت بالتهديد. ولكن هذا المطلب غير مقبول لأي دولة ذات سيادة مهما كانت ضعيفة. كل هذا يعكس النهج العام لنتنياهو الذي يدرك أنه لا يستطيع مقاومة الضغوط الدولية إلى ما لا نهاية لذلك يعمل على إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بحزب الله في الوقت الذي يستطيع فيه ذلك وكسب أكبر قدر ممكن من الأراضي ريثما يتم إنهاء الأعمال العدائية بشروط مواتية ويفضل أن تكون من إملاءاته.

أكبر مخاوف بايدن في الوقت الحالي هو مواجهة متفجرة خارجة عن السيطرة بين إيران وإسرائيل والتي ستجر القوات الأمريكية إلى مستنقع آخر في الشرق الأوسط قبل أن يختار الناخبون بين كامالا هاريس ودونالد ترامب. الانتخابات الأمريكية هي ما يتطلع إليه نتنياهو ولهذا السبب سيواصل دون رادع فعل ما يحلو له في كل من غزة ولبنان خلال الأسبوعين المقبلين على الأقل.

وفي حال فوز هاريس قد تكون الولايات المتحدة في وضع أفضل لفرض الشروط نظراً لأن هاريس تشعر ظاهرياً بشعور قوي بشأن التكلفة الإنسانية للحرب أما إذا فاز ترامب فسيكون نتنياهو قادر من موقع قوته الحالي على فرض توقيت وشروط وشكل أي هدنة وما يتبعها من تسوية طويلة الأمد.

هذا ما يفكر فيه نتنياهو وهذا هو السبب في أنه لن يفكر في وقف إطلاق النار الآن إلا أنه لا هو ولا غيره يعرف ما الذي ستفعله إيران إذا ما هوجمت على النطاق المخيف الذي تشير إليه أوراق الإحاطة الأمريكية المسربة. فنتنياهو المتوحش المتهور يتمادى في سياسة حافة الهاوية التي لا نهاية لها وفي الأيام القادمة قد تنفجر لعبته القاتلة أخيراً في وجهه ووجه إسرائيل.

المنشورات ذات الصلة