إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
شنت إسرائيل موجة من الغارات استهدفت 10 فروع على الأقل لمؤسسة القرض الحسن وهي مؤسسة مالية مرتبطة بحزب الله ووصف المسؤولون الإسرائيليون الغارات بأنها ضربة للبنية التحتية الاقتصادية للحزب.
تم تسجيل القرض الحسن رسمياً كمنظمة خيرية ولكنها تأسست في الأصل كمؤسسة تمويل صغير لخدمة الشيعة اللبنانيين الذين يشكلون قاعدة حزب الله ومنذ ذلك الحين قامت بتوسيع نطاق خدماتها حيث قامت بتشغيل شبكة من أجهزة الصراف الآلي وأخذ ودائع الذهب كضمان وتدخلت لتقديم قروض للبنانيين الذين يعانون من ضائقة مالية خارج قاعدتها بعد انهيار القطاع المصرفي في البلاد في عام 2019.
وبهذه الطريقة أصبح القرض الحسن جزءاً من النسيج المالي في لبنان حتى بدون ترخيص مصرفي رسمي. وقد ذكر موقعه الإلكتروني المتوقف عن العمل الآن أن المؤسسة أقرضت 4.3 مليار دولار إلى 400,000 عميل منذ تأسيسها في عام 1987 وكانت تقدم قروضاً تصل قيمتها إلى 6,000 دولار على مدى ثلاث سنوات وتطلب من المقترضين تأمين التمويل بوديعة ذهبية بقيمة أكبر من المبلغ المطلوب.
وتقول إسرائيل إن حزب الله يستخدم القرض الحسن في الشؤون المالية اليومية بما في ذلك دفع رواتب أعضاء الحزب وإن الهجمات كانت ضربة موجعة لقدرة حزب الله على التواصل مع المجتمع اللبناني وإن الحزب استفاد من هذه الأموال لتمويل الهجمات ضد إسرائيل كما اتهمت حزب الله بإخفاء الأموال والذهب تحت مستشفى الساحل العام في الضاحية الجنوبية لبيروت وعندما سأله أحد المراسلين يوم الأربعاء عن ادعاء إسرائيل قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: "لم نرَ دليلاً على ذلك في هذه المرحلة".
وقال بن شاول المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب: "لا يسمح القانون الإنساني الدولي بشن هجمات على البنية التحتية الاقتصادية أو المالية للخصم حتى لو كانت تدعم أنشطته العسكرية بشكل غير مباشر .. إن قصف المصارف يطمس التمييز بين الأهداف المدنية والأهداف العسكرية وليس حلاً قانونياً لتحديات الجريمة المالية وتنظيمها".
ومع تصاعد الصراع في لبنان هذا الشهر أغلقت العديد من فروع الجمعية مما أثار مخاوف من عدم تمكن العملاء من الوصول إلى مدخراتهم أو ذهبهم وقال المتحدث باسم حزب الله محمد عفيف إن جمعية القرض الحسن "توقعت" الضربات الإسرائيلية وستقوم بكل ما هو ضروري ومطلوب للوفاء بالتزاماتها تجاه المودعين والمستفيدين.
وقالت إحدى المتعاملات مع القرض الحسن إنها تستخدم خدمات الجمعية منذ أكثر من 20 عاماً وأنها لا تثق في البنوك على الإطلاق وإن القرض الحسن جمد سداد قرضها بسبب الحرب وأضافت: "بصراحة ما دمت في صحة جيدة لا يهمني إذا لم أسترد ذهبي أو ذهب أمي فهناك حرب وجودية يمكننا إعادة البناء بعدها .. إذا لم يعودوا أبداً فلا بأس .. إذا كانوا يستخدمون الذهب لشراء الأسلحة فلا بأس فأنا أدعمهم."
وقبيل الضربات قال مسؤول استخباراتي إسرائيلي كبير إن الهدف الرئيسي هو التأثير على الثقة بين حزب الله والكثير من الطائفة الشيعية التي تستخدم هذه الجمعية كنظام مصرفي.
هذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجه حزب الله: التأكد من قدرته على ضمان جميع الودائع النقدية والذهبية بعد الحرب فالأمر لا يتعلق فقط بإعادة إعمار المنازل والمؤسسات.