عاجل:

سوريا: العدوان الإسرائيلي يتمدّد إلى القصير

  • ٩٦

كتب علاء حلبي في جريدة الأخبار:

يتابع الاحتلال الإسرائيلي سلسلة اعتداءاته المستمرة على سوريا، والتي تصاعدت بشكل ملحوظ مع بدء العدوان الواسع على لبنان، وما تبعها من حركة وفود كبيرة لفارّين من هذه الحرب نحو سوريا، الأمر الذي يبدو أنه لم يعجب الاحتلال الإسرائيلي الذي يظهر إصراراً على محاولة منع الخروج من لبنان، عبر استهداف عدد من المعابر بين البلدين. وطاول الاعتداء الإسرائيلي الجديد، هذه المرة، مدينة القصير الحدودية مع لبنان، في ريف حمص الجنوبي، واستهدف المنطقة الصناعية فيها، وتسبّب، بحسب مصادر طبية تحدثت إلى «الأخبار»، باستشهاد 5 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين، علماً أن هذه الإحصائية ليست نهائية في ظل وجود إصابات حرجة، وفق المصادر.

من جهتها، أفادت مصادر أهلية، «الأخبار»، بأن «العدوان تم تنفيذه عبر صواريخ دخلت سوريا من جهة لبنان»، موضحة أنه «هزت أصوات أربعة انفجارات رئيسيّة المدينة، تبعها تصاعد كثيف للدخان بسبب حرائق اندلعت جراء العدوان».

وعلى الأثر، استنفرت طواقم الدفاع المدني في المدينة لإطفاء الحرائق وإسعاف المصابين. وتظهر الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة على سوريا تركيزاً واضحاً على المنطقة الوسطى، إلى جانب استهداف المعابر، بما فيها معبر مطربا الذي استشهد فيه ثلاثة أشخاص، ومعبر جوسيه، بالإضافة إلى جسر قرب قرية الحوز في القصير، تسبّب العدوان بتدميره.

في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية والمغتربين السوري، بسام صباغ، نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في العاصمة البيلاروسية مينسك على هامش أعمال المؤتمر الدولي الثاني لـ«الأمن الأوراسي» الذي تشارك فيه سوريا.

وذكر بيان لوزارة الخارجية السورية أنه تم خلال اللقاء بحث بعض جوانب التعاون الثنائي بين البلدين، إلى جانب تطورات الأوضاع الخطيرة في المنطقة، وضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، وكذلك الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا.

وبحسب البيان، أشار صبّاغ خلال اللقاء إلى أنه «على الرغم من الظروف الصعبة التي تواجهها سوريا، فقد اتخذت الحكومة السورية سلسلة من الإجراءات لناحية استقبال وتأمين الوافدين من لبنان الشقيق جرّاء العدوان الإسرائيلي عليه»، متحدثاً في هذا السياق عن «التسهيلات التي يتم تقديمها للأعداد الكبيرة من العائدين السوريين، والتي تدحض المزاعم التي تحاول بعض الدوائر الغربية ترويجها بشأن الجوانب المتصلة بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم». كما تطرّق الوزيران إلى التحضيرات الجارية لعقد الاجتماع الثاني والعشرين حول سوريا وفقاً لصيغة أستانا منتصف شهر تشرين الثاني.

وفي كلمة له أمام المنتدى، طالب صباغ بوضع حدٍّ لإسرائيل واعتداءاتها المتكررة. وقال إنه «بينما نطالب اليوم في هذا المؤتمر بعالم أكثر أماناً للشعوب، تقوم إسرائيل بالضرب، وبوحشية لا نظير لها، ضد كل قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وترتكب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية عبر استهداف المدنيين العزّل والصحافيين، والعاملين الإنسانيين وطواقم الأمم المتحدة، دونما أيّ إدانة أو مساءلة، وذلك جراء تمتعها بمظلة الحماية والدعم اللذين توفرهما لها إحدى الدول المهيمنة على القرار الدولي». وشدّد على أن هذه المنطقة لا يمكنها أن تنعم بالسلام والاستقرار ما لم ينتهِ الاحتلال، ويتوقف العدوان، ويتم ردع المعتدي ومحاسبته على أفعاله، مؤكداً، في الوقت ذاته، ضرورة خروج جميع القوى غير الشرعية من سوريا.


المنشورات ذات الصلة