عاجل:

عندما يروّج أهل السلطة "لاتفاقية إستسلام" غير موجودة!

  • ١٠٣

أعلنت إسرائيل في 23 أيلول حرباً على لبنان تحت عنوان إعادة المستوطنين الى بلداتهم القريبة من الحدود مع لبنان، بعد أقل من عام على بدء معركة طوفان الأقصى وعملية الإسناد التي قام بها حزب الله لغزة إنطلاقاً من الجنوب اللبناني. 

الحرب الإسرائيلية جاءت تحت عنوان "سهام الشمال"، وهي ما زالت مستمرة حيث شن سلاح الجو الإسرائيلي آلاف الغارات الجوية المدمرة على مناطق واسعة من البلاد، ما خلّف حتى الساعة حوالي 2850 شهيدا و 14 آلف جريح، إضافة لتدمير آلاف المبانى السكنية والمحلات التجارية في الضاحية الجنوبية وبيروت والجنوب والبقاع. كما لم تسلم بعض مناطق جبل لبنان والشمال من الإستهداف الإسرائيلي.  

ومنذ بداية الحرب سارع المسؤولين السياسيين في لبنان، لمحاولة إعادة ترتيب الاوراق والسعي لإقاف آلة القتل الإسرائيلية وذلك بغية وقف جنون حكومة بنيامين نتنياهو. 

المسؤولون السياسيون تمسكوا منذ البداية بالقرار 1701، بدءاً من الرئيس نبيه بري وصولاً الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، علماً أن موقف حزب الله حتى الساعة لم يتغير وذلك بالتمسك بمبدأ عدم فصل جبهتي لبنان وغزة، وذلك رغم قبول الحزب بمبدأ وقف النار لمدة 21 يوماً قبل اغتيال السيد حسن نصرالله بيوم بحسب ما أكد آنذاك وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب. 

وفي الأيام الأخيرة زار آموس هوكشتاين لبنان لبحث إمكانية وقف النار. إستقبله المسؤولون اللبنانيون كلّ على طريقته، فرئيس مجلس النواب كرر الموقف الطبيعي للبنان وهو: التنفيذ الكامل للقرار 1701 دون زيادة او نقصان. أما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فكرر امام الزائر الأميركي الموقف نفسه. 

وما إن غادر هوكشتاين لبنان حتى بدأت بعض المواقف تشي بأن أمراً ايجابياً سيجري، وبأن وقفاً للنار قد يحصل وهو ما عكسه الموقف الذي اطلقه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مقابلته التلفزيونية قبل أيام. 

ميقاتي قال في المقابلة ان "هوكشتاين أكد له ان أمراً ايجابياً سيحصل وان وقف النار ليس ببعيد". 

وأضاف ميقاتي ان الأساس في وقف النار هو القرار 1701، لكن ما لم يقله ميقاتي ظهر في البنود المطروحة والتي تمثل إستسلاماً للبنان، والمستغرب هو مسارعة ميقاتي للقبول بها وتتضمن نشر الجيش جنوب الليطاني وابعاد حزب الله عدة كيلومترات، والأخطر هو اعطاء اميركا الضوء الاخضر لإسرائيل للقيام بعمليات رداً على أي خرق، كما تضمنت حصار بحري جوي بري على لبنان تحت حجة منع تدفق السلاح لحزب الله.

مقترحات وان قبلها "رجال السلطة" لكنها تشكل استسلاماً لا يمكن للبنان القبول بها بعد كل التضحيات التي قدمها مقاوموه على الجبهة ومدنيوه في مختلف المناطق وقواه العسكرية من جيش وقوى امن، فالجميع قدم التضحيات لا لكي يقبل ميقاتي بمقترح أقل ما يقال عنه انه إهانة لشعب لبنان ومقاومته وقبل كل ذلك لسياسيي لبنان. 

لكن أرض الواقع كشف ان وقف النار ما زال بعيداً حتى الساعة، بل إن مسؤولين لبنانيين روّجوا لإتفاقية إستسلام هي في الأصل غير موجودة. 

وفي هذا السياق، أكدت مصادر خاصة لـ"إيست نيوز" أن الرئيس نبيه بري لم يتلق أي إتصال أميركي منذ مغادرة هوكشتاين لبنان.

وأضافت المصادر: صحيح ان بري ينتظر جواباً من هوكشتاين الذي زار تل أبيب أمس، لكن الواضح أن الجواب أتى وإن بطريقة غير مباشرة وذلك بعد عودة هوكشتاين مباشرة الى أميركا وعدم زيارته للبنان، حيث كان من المنتظر ان يزور لبنان لحمل جواب إسرائيلي إيجابي وهو ما لم يحصل ما يؤكد عدم نضوج فكرة وقف النار في لبنان حتى الساعة. 

وفي السياق، برز كلام الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الأخير، من ان حزب الله مستعد لوقف النار وبحث باقي التفاصيل لاحقاً، حيث فُسر هذا الكلام بأن الحزب ما زال متمسكاً بمبدأ عدم فصل جبهتي لبنان وغزة وذلك عكس مواقف بعض السياسيين وعلى رأسهم ميقاتي الذي صرح عكس ذلك. 

وبرز في كلام الشيخ قاسم تسليمه مبدأ التفاوض السياسي للرئيس نبيه بري وقوله ان كل طرف "يعمل بطريقته ما يؤكد ان موقف "الحزب" حتى الساعة ليس متطابقاً بالكامل مع الموقف الرسمي اللبناني على الأقل لجهة فصل جبهة لبنان عن غزة. 

وبإنتظار ما سيحصل في الميدان، فإن الثابت ان لا وقفاً للنار حتى موعد إنتهاء الإنتخابات الرئاسية الأميركية الثلاثاء المقبل، حيث ينتظر اللبنانيون والعالم هوية الرئيس العتيد وما سيحمله من أفكار لحل معضلة الحرب الحالية القائمة. 

المنشورات ذات الصلة