تحدث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مستهل جلسة مجلس الوزراء عن التطورات السياسية والأمنية في لبنان.
وأشار إلى تصاعد الحرب الإسرائيلية المستهدفة جميع المناطق اللبنانية، قائلاً: "الاعتداءات الإسرائيلية شملت المدنيين، والطواقم الطبية والإسعافية، وكذلك المراكز الحيوية مثل المستشفيات وبيوت العبادة، كما طال الاعتداء الجيش وقوات اليونيفيل، مما يشكل خرقًا فاضحًا للقوانين الدولية والإنسانية".
ميقاتي أضاف: "لبنان شهد دخول السنة الثالثة من الشغور في رئاسة الجمهورية، في وقت تتفاقم فيه الأخطار على البلاد"، مؤكدًا "ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية وهي مسؤولية دستورية تتحملها جميع الأطراف".
وعلّق على نتائج القمة الروحية في بكركي، مهنئًا بتوصياتها التي تؤكد تضامن المرجعيات الدينية لحماية لبنان من الحرب الإسرائيلية.
وعبّر عن تقديره للمواقف التي صدرت عن المرجعيات الدينية، مشيرًا إلى أنها "يجب أن تُسمع دولياً وأن تبنى عليها محلياً"، داعيًا إلى "مواصلة الحوار بين القوى السياسية اللبنانية لتحقيق التلاقي المطلوب لإجراء انتخابات رئاسية".
وتطرق ميقاتي إلى الزيارات الرسمية التي أجراها المسؤولون اللبنانيون، بما في ذلك لقاءاته مع قادة عرب وأجانب مثل الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالإضافة إلى المشاركين في مؤتمر باريس لدعم لبنان، وأكد أن "هذه الزيارات تعكس التضامن الدولي مع لبنان"، إلا أنه أشار إلى أن "إسرائيل تضرب بعرض الحائط كافة المحاولات الدولية لوقف إطلاق النار".
كما وجّه الشكر إلى فرنسا على مبادرتها الإنسانية والإغاثية ودعمها للجيش، معبّرًا عن تطلعه لمزيد من المبادرات لدعم لبنان في مواجهة محنته.
وتابع ميقاتي: "لبنان يدين بشدة استمرار الحرب الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية"، مؤكداً أن "إسرائيل تواصل تدمير البلدات والقرى وقتل المدنيين، بالإضافة إلى اغتيال عناصر من الجيش واستهداف الطواقم الطبية والإغاثية، في خرق واضح للشرعية الدولية".
وأوضح أن "لبنان متمسك بحقه في الحفاظ على كرامته وسيادته الوطنية، ولن يتهاون في مواجهة أي خرق أو اعتداء إسرائيلي، وأن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة تحولت إلى جرائم ضد الإنسانية".
وذكر ميقاتي أن "المدخل الرئيسي لأي حل مقبول من لبنان هو وقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل، وتنفيذ القرار 1701، بالإضافة إلى انتخاب رئيس الجمهورية، مما يتيح استعادة الاستقرار وتفعيل المؤسسات الوطنية".
كما أعرب عن تقديره للجهود التضامنية للبنانيين مع العائلات التي اضطرت إلى النزوح، مشيدًا بجهود هيئة الطوارئ لإدارة أزمة النزوح وتأمين المساعدات الإنسانية بسرعة وشفافية.،كما ثمّن جهود وزير التربية في إطلاق العام الدراسي رغم الصعوبات التي تواجهها الوزارة، وكذلك ما قام به وزير الاتصالات لضمان تأمين الإنترنت لمراكز الإيواء والمدارس.
وتحدث منسق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة ناصر ياسين فقال: في جلسة مجلس الوزراء اليوم تم عرض الوضع المستجد نتيجة العدوان الإسرائيلي وحالة النزوح. حاليا هناك 44 الف عائلة موجودة في 1138 مركز إيواء بالإضافة الى 147 ألف أسرة في المنازل.
لقد عرضت برنامج الاستجابة الذي نقوم به وهو على ثلاثة مسارات، ونقوم به بشكل منسق وتعاون كبرنامج استجابة مشترك مع برامج الأمم المتحدة وخاصة منظمة الشؤون الإنسانية في المتحدة . والبرنامج يركز على العمل في كل مراكز الإيواء. اما المسار الآخر فمشكورة الدول العربية والصديقة التي قدمت مساعدات عينية ويتم تنسيقها عبر لجنة الطوارئ وهي ترسل عبر المحافظين وتم حتى الآن ارسال حوالى 128 الف حصة، تشكل نسبة قليلة من الحاجات مقارنة مع الأسر الموجودة، ويتم ذلك بشكل شفاف ولا يوجد ملايين الأطنان كما تقول بعض المنصات الإعلامية ولا يوجد طحين عراقي فقط ومشكورة دولة العراق على تعهدها بإرسال مساعدات من الطحين ولكن ما يقال في الإعلام لا يزال غير دقيق، ويجب التدقيق في هذا الأمر عبر مصدر واحد هو لجنة الطوارئ، وهناك منصة موجودة في رئاسة مجلس الوزراء توضح كل هذه الأمور بشكل واضح وشفاف.
كما ان هناك مسارا ثالثا للمساعدات عبر هيئة الإغاثة ومجلس الجنوب ووزارتي الشؤون الاجتماعية والصحة، فكل ما يتم توزيعه يجب ان ينشر عبر هذه المنصة بتوجيه من الرئيس ميقاتي، وسيصدر تعميم بهذا الموضوع.
اما بالنسبة لموضوع التدفئة فقد اقر مجلس الوزراء إعطاء سلفة لمنشآت النفط بناءً على دراسة قمنا بها في اللجنة بالتعاون مع وزارات الطاقة والشؤون والتربية والمحافظين لتموين 541 مركز إيواء في مناطق ترتفع اكثر من 300 متر في الجبال والبقاع والداخل لتأمين المازوت للتدفئة وهذا الأمر ستؤمنه الحكومة.
وهناك موضوع له علاقة بلجنة الطوارئ وسيصدر قرار بتوسيع هذه اللجنة لتضم عددا اكبر من الوزراء وليكون العمل بشكل تشاركي لمتابعة كل القضايا.
وختاما أؤكد ان المنصة تقوم بنشر كل المعلومات بشكل شفاف وأدعو كل الإعلاميين الاطلاع عليها لمعرفة كل المساعدات التي يتم توزيعها.
وقال: ان العمل مستمر لتطبيق وتنفيذ كل مقررات مؤتمر باريس وكل المساعدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر. كما ان هناك اجتماعا سيعقد الاسبوع المقبل، وهناك عمل مع المانحين لعقد مؤتمر مصغر لتفعيل هذه المقررات.
وأعلن وزير المهجربن عصام شرف الدين أن الحكومة السورية، ومع دخول نحو 400 الف نازح سوري إلى سوريا تسهل عملية العودة وهذا امر لافت للنظر، وهي تعتمد على الأوراق الصادرة عن الأمن العام اللبناني وقد قدمت الكثير من التسهيلات. وتمنينا على وزير الإدارة المحلية الذي هو رئيس هيئة الإغاثة في سوريا الاستمرار بالتسهيلات تجاه النازحين رغم قصف معبري المصنع وجوسي، ووعدونا بكل التسهيلات التي قدموها خلال الفترة السابقة.
وقال": أود أن ألفت النظر بأنه يعبر عبر سوريا عشرات الآلاف من اللبنانيين النازحين وتُشكر الدولة السورية التي تسهل أمرهم، واليوم هناك قافلة في حمص للبنانيين النازحين الذين يقصدون بغداد، والعراق استضاف لغاية الآن نحو 32 الف نازح والعراق يقدم مساعدات وسوريا أيضا رعم الضائقة الاقتصادية، فكل الشكر لهاتين الدولتين الشقيقتين".
تصوير: "عباس سليمان"