إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل
مع فوز دونالد ترامب الكاسح في الانتخابات يوم الثلاثاء يستعد العالم الآن لأربع سنوات أخرى من عدم القدرة على التنبؤ ومقولة "أمريكا أولاً" التي يمكن أن تعيد وضع القواعد الأساسية للاقتصاد العالمي وتدعم المستبدين وتمحو ضمان الحماية الأمريكية للشركاء الديمقراطيين.
أدلى السيد ترامب بالعديد من التصريحات التي من شأنها أن تغير علاقة أمريكا مع الحلفاء والخصوم على حد سواء فقد تعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة أي سحب المساعدات الأمريكية لأوكرانيا الأمر الذي من شأنه أن يفيد روسيا.
كما أوضح أنه ينوي أن يجعل أقوى دولة في العالم أكثر انعزالية وأكثر تصادماً مع التعريفات الجمركية وأكثر عداءاً للمهاجرين وأقل انخراطاً في التحديات العالمية مثل التغير المناخي.
بعد فترة الولاية الأولى لترامب أصبح العالم يعرف بالفعل أن اليقين الوحيد معه هو عدم اليقين وكثيراً ما قال الرئيس المنتخب إن إبقاء العالم في حالة تخمين هو سياسته الخارجية المثالية.
إن التطرف في ما قام به ترامب في حملته الانتخابية من الرسوم الجمركية المرتفعة للغاية إلى الترحيل الجماعي والمقاومة الشديدة للحروب والتحالفات التي تعتبر فوضوية أو مكلفة للغاية قد وضع بالفعل العديد من الدول على حافة الهاوية حيث قال شي يينهونغ أستاذ العلاقات الدولية في جامعة رينمين في بكين إن رئاسة ثانية لترامب "ستقلل حتماً من الثقة والاحترام العالميين للولايات المتحدة".
وتتوقع كوريا الجنوبية واليابان أن تتعرضا للضغط من أجل دفع المزيد من الأموال مقابل وجود القوات الأمريكية في بلديهما حيث تعهد ترامب بجعل كوريا الجنوبية تدفع 10 مليارات دولار سنوياً (تدفع كوريا الجنوبية حالياً ما يزيد قليلاً عن مليار دولار).
كما قد تواجه فيتنام تعريفات انتقامية مثل تلك التي هدد السيد ترامب بفرضها على المكسيك.
مخاوف من عالم أقل أمناً:
في آسيا قال بعض الدبلوماسيين إنه مع وجود ترامب في السلطة فإنهم يتوقعون أن تكثف الصين الضغط على تايوان مع إمكانية غزو الجزيرة ومن وجهة نظرهم قد تحسب الصين أن ترامب لن يخوض حرباً من أجل ديمقراطية اتهمها بـ"سرقة" صناعة الرقائق الإلكترونية من الولايات المتحدة.
بالنسبة لأوكرانيا على وجه الخصوص فإن ادعاء ترامب بأنه سيكون قادراً على التوسط لإنهاء الحرب على الفور إلى جانب علاقاته الدافئة مع بوتين قد أجج المخاوف من أنه سيجبر الأوكرانيين على صفقة سيئة من خلال قطع الدعم العسكري الأمريكي.
وفي روسيا كانت هناك إشارات من السعادة بفوز ترامب حيث قال ديمتري مدفيديف وهو أحد كبار مساعدي بوتين إن السيد ترامب كان مفضلاً بسبب فطنته الباردة والمؤسسية و إن ترامب "لا يحب إنفاق الأموال على مختلف المتسكعين" في إشارة إلى الرئيس الأوكراني.
القلق والاضطراب بين الشركاء الديمقراطيين:
يتوقع المحللون والمسؤولون في أوروبا حرباً تجارية وفاتورة أكبر لحلف شمال الأطلسي والمساعدات العسكرية من واشنطن وانتشار الشعبوية المعادية للديمقراطية بتشجيع من ترامب وخطر أكبر من توسيع روسيا لطموحاتها الإقليمية حيث قال ترامب في إحدى المرات خلال ترشحه للرئاسة إنه "سيشجع" روسيا على فعل "ما يحلو لها" للدول التي لم تدفع ما يكفي من المال للحلف.
قال جيرار أرو السفير الفرنسي السابق لدى واشنطن إنه حتى لو لم تحاول رئاسة ترامب الثانية تدمير حلف الناتو بشكل مباشر فإن تحفظه على الامتثال لإملاءات الحلف قد جعل الحلف أكثر هشاشة.
تقول نيكول باشاران عالمة السياسة في باريس: "لا أرى مستقبلاً عظيماً للديمقراطيات الأوروبية إذا لم تكن هناك أمريكا ديمقراطية قوية كصخرة تستند إليها".
بالنسبة للبعض إنه تغيير مرحب به:
في المناطق الأقل ديمقراطية في العالم أدى نهج ترامب إلى قدر من الأمل ففي الشرق الأوسط كان يُنظر إلى الولايات المتحدة إلى حد كبير على أنها غير قادرة على إنهاء دورة الصراع أو حتى التوصل إلى وقف إطلاق نار قوي، ويمثل ترامب بالنسبة للبعض إمكانية إيجاد طريق جديد للمضي قدماً. وينظر إليه الكثيرون في المنطقة على أنه مؤيد بشدة لإسرائيل ولكنه أيضًا صانع صفقات.
نشر إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي المتطرف منشوراً احتفالياً على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان "نعم" فوق منشور سابق "بارك الله ترامب". بينما أصدرت حماس بياناً جاء فيه "يتطلع الفلسطينيون إلى وقف فوري للعدوان على شعبنا".
وفي لبنان بدا أن هناك ترحيباً حذراً بولاية ثانية لترامب حيث قال أنطوني سمراني رئيس تحرير صحيفة لوريان لوجور اليومية اللبنانية: "إنه مجنون لكنه على الأقل قوي".
لكن التأثير الأوسع نطاقاً وربما الأكثر فورية لفوز ترامب هو الهجرة فقد وعد بأن عمليات الترحيل الجماعي لملايين المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة ستكون من بين أول أعماله في منصبه.