عاجل:

"الغارديان": ازدراء حقوق الإنسان وتحطيم الحلفاء: الشعبويون في العالم فرحون بترامب

  • ٥٠

إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل

بعد فوز ترامب بشكل غير متوقع تخيم على المشهد الدولي غيوم عاصفة مظلمة مشحونة بمشاعر قوية فمشاعر الصدمة والغضب من أن هذا الرجل الكاذب المخادع قد أغوى مجدداً عدداً كافياً من الناخبين للفوز بالرئاسة تعصف بأصدقاء أمريكا وحلفائها وهناك حيرة من استطلاعات الرأي التي تُظهر أن 45% من الناخبات أيدن مفترسأً جنسياً متسلسلاً بينما ساعد الرجال اللاتينيين والسود عنصرياً وقحاً على الفوز.

ومن بين كل هذه المشاعر ربما يكون الخوف هو الأقوى .. الخوف على الأجيال القادمة التي ستعاني من عواقب أفعال ترامب .. الخوف من أن يكون ترامب غير المقيّد والملحد والفاسد والفاجر وعابد الذات هو كل ما سيؤدي إلى هلاكنا جميعاً أخلاقياً وسياسياً.

وهناك حزن كبير أيضاً من أن الأجيال الحالية في الغرب قد سمحت بحدوث ذلك فقد كانوا راضين جداً وضعفاء جداً ومهملين في الدفاع عن مُثُلهم وقيمهم لدرجة أن فاشياً جديداً مثل ترامب يمكنه أن يهدم الديمقراطية الرائدة في العالم.

كل الدلائل تشير إلى أن المجيء الثاني لترامب سيكون أكثر توحشاً وتهوراً وتدميراً للقانون من أي وقت مضى فإهداء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتصاراً استراتيجياً من خلال فرض تسوية "سلام" على أوكرانيا سيشكل بلا شك سابقة خطيرة وسوف تتساءل الدول المجاورة مثل جورجيا ومولدوفا وإستونيا وحتى بولندا وفنلندا: من التالي؟ وكذلك الأمر بالنسبة لحلف الناتو المنكوب.

وفي الشرق الأوسط سيسعى نتنياهو وعصابته من المتعصبين الدينيين إلى استغلال انحياز ترامب ضد الفلسطينيين لضم جزء كبير من الضفة الغربية وغزة والسيطرة على جزء من جنوب لبنان وبالتالي حرباً دائمة في الشرق الأوسط.

ولكن وراء هذه الأجندة المتطرفة تكمن منطقة نائية بائسة مليئة بالألم والمعاناة الإنسانية فقد تجاوز عدد القتلى في غزة 43,000 قتيل، كما أن عدد الضحايا يرتفع بسرعة في لبنان أيضاً وكما هو الحال في أوكرانيا فإن خطط ترامب لن تدفع "السلام" إلى الأمام وبدلاً من ذلك سيضع قنابل موقوتة للحرب الكبيرة القادمة ربما مع إيران.

إن شيطنة ترامب للمهاجرين قد خاطب أسوأ غرائز الناخبين وبعث برسائل عنصرية لا شعورية خبيثة وقوية وقد تتفاقم هذه المشاعر العدائية التي أثيرت بين السكان المقيمين وهذا يناسب ترامب ويساعده على مواصلة عمليات الترحيل الجماعي من خلال تجميع العائلات في مراكز احتجاز ضخمة أي معسكرات اعتقال فعلياً.

إن عدم احترام ترامب الواسع لحقوق الإنسان وازدراءه للضوابط والتوازنات الديمقراطية وتحطيمه الأحادي الجانب للتحالفات والمعاهدات وازدرائه للقوانين المحلية والدولية هي سلوكيات سيتم محاكاتها على مستوى العالم فالشعبويون اليمينيون في أمريكا اللاتينية وأوروبا والمملكة المتحدة يتبنون ذلك.

ترامب تحركه العاطفة وليس السياسة فالسياسة بالنسبة له هي في المقام الأول استجابات عاطفية فهو ليس عقلانياً بل مندفع وغريزي.

لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى يستعد ترامب لإعادة صياغة العالم على صورته الحقيرة من خلال عدم احترام الحلفاء الديمقراطيين (مثل بريطانيا) والتقليل من شأنهم والتملق للقادة المستبدين الذين يشبهونه في التفكير والذين يشعر بالراحة معهم أكثر من غيرهم، وإذا كان ذلك يشعره بالارتياح فليذهب الجميع وكل شيء إلى الجحيم.

المنشورات ذات الصلة