عاجل:

الشيخ الخطيب لمجلس نقابة المحررين: نريد دولة حقيقية قوية..وسنقاتل من أجل بقاء المسيحيين في لبنان

  • ٧٧


إلتقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في مقر المجلس في الحازمية، بمجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف القصيفي، وجرى نقاش حول الأوضاع الراهنة في ظل الحرب الإسرائيلية المفتوحة على لبنان.

وفي مستهل اللقاء ألقى النقيب القصيفي كلمة، قال فيها "في كل مرة أزور المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى بالحازمية تتراءى أمام ناظري صورة الامام المغيب موسى الصدر بقامته المديدة كالرمح السمهري.. وفي أذني تصدح كلمته: إسرائيل شر مطلق، ومواجهتها تكون بوعي خطورة وجودها كيانا غاصبا ينبغي التصدي له بالوحدة الوطنية، ومقاومتها بكل ما ملكت أيماننا من أسباب القوة. وها أنكم اليوم تواصلون رسالة الامام المغيب في الحوار ومد الجسور بصبر وطول اناة وجلد على المكاره، وأنتم تعانون وتعاينون المآسي التي تلاحق أشقاءنا في المواطنة من الجنوب إلى البقاع، فضاحية بيروت الجنوبية مرورا بكسروان- الفتوح وجبيل وصولا الى أقاصي الشمال".

وتابع "باسم زملائي أعضاء مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية، وباسمي شخصيا، نتقدم منكم بأحر مشاعر العزاء باستشهاد من ارتقى منهم، وصادق الدعاء للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل. وقد جئنا اليوم لنسألكم عن تقييمكم للقمة الروحية التي عقدت أخيرا في بكركي، والدور الذي يمكن أن تؤديه لتوطيد أواصر الوحدة الوطنية التي نحن في مساس الحاجة إليها اليوم قبل الغد، لتدارك المفاعيل السلبية المتوقعة في ظل الانقسامات السياسية ونار المنازلات الاعلامية المتأججة، وما هو دورها في إمتصاص الصدمات، ونزع فتائل التفجير لدرء أي نزوع إلى الفتنة".

 وأضاف "أنتم مؤتمنون على هذا الإرث بما ينطوى عليه شخصكم من حكمة وطيبة وتواضع. وتقع عليكم، كما على القيادات الروحية، مسؤولية العمل على ترشيد الخطاب الوطني والتصدي للرؤوس الحامية لئلا تفلت السنتها من مدار الحق، فتقود البلاد إلى منزلقات ومنعطفات لا يمكن تفاديها، ولا يفيد معها الندم. إنا نعول على دوركم الايجابي، وحضوركم الفاعل في كل الاستحقاقات، إلى جانب الخيرين الحكماء، لأنكم دائم الانقياد إلى الحق وتقودون الناس اليه".


من جانبه رحب الشيخ الخطيب بوفد مجلس النقابة وأشاد بدور الصحافة والصحافيين في هذه المرحلة من تاريخ لبنان، وقال: "نحن عبركم نخاطب الرأي العام اللبناني وشعبنا والمسؤولين، أيضًا. وأؤكد إحترامي لكم وخصوصًا في هذا الظرف الخطير. ما هو حاصل اليوم في لبنان هو موضوع وطني وليس موضوع طائفة، كما يحاول البعض تحوير القضايا لأهداف وأغراض سياسية داخلية أو خارجية، أو لخدمة شيء خارجي. لبنان هو بلد ووطن جيمع اللبنانيين، ونحن نعزّي بعضنا البعض. نحن نحزن معًا ونفرح معًا. وهذا معنى الوطنية والمواطنة. نحن أبناء وطن واحد. نحن واحد في وطن يجمعنا التاريخ والجغرافيا والقيم، كما يجمعنا الخطر الذي نتعرض له في لبنان وفي المنطقة".

وتابع  "كلنا يعلم أن إسرائيل ليست دولة طبيعية في المنطقة، وما نراه اليوم في لبنان ليس طارئًا وليس جديدًا. وجود إسرائيل قام على أساس القتل والجرائم. هذا الكيان منذ تأسيسه قام على العصابات الصهيونية المعروفة. هناك من يخلق الأعذار للإسرائيليين لما يقومون به. هم يعلنون عن أطماعهم وأهدافهم. وهم يظهرون عن أخلاقيتهم ووحشيتهم وعن حبهم لسفك الدماء والقتل، وهم يعتقدون أن بالقتل والترهيب والإرهاب والتدمير بإستطاعتهم أن ينالوا شرعية احتلالهم لأرض فلسطين. لكن إرهابهم يزيدنا إصرار على مواجهتهم".

وأشار أن "تجربتنا مع الإسرائيليين، أي تجربة العرب معهم كانت سلسلة خيبات للأنظمة وليس للشعوب. وبعد سلسلة خيبات تم طرح موضوع السلام مقابل الأرض. وكم مضى من سنوات وعقود على هذا الطرح؟ لم يحصلوا على شيء بل زادت إسرائيل شراسة وصفعات متتالية للمنطقة. ولماذا يذهب العرب الى التطبيع؟ لو كان هذا الإتجاه يؤدّي الى السلام والهدوء في المنطقة كنا نقول ربما هناك شيء جيد لنعوّل عليه. هم لا يقبلون بوجود فلسطيني في الضفة الغربية في ظل سفك دماء ووحشية لا يتصورهما عقل، وفي ظل صمت العالم والمنظمات الدولية والأمم المتحدة".

وقال "للأسف هناك من يعتقد من العرب أنه من الممكن إقامة سلام مع هذا الكيان. أنت ضعيف ما من أحد ينظر إليك أو يهتم بك. وما من أحد يحصّل لك حقك ما دمت ضعيفًا. عالم اليوم ليس عالم الأخلاق والمنطق. عالم اليوم هو عالم القوة. الحل في لبنان هو بمنطق الدولة وليس بمنطق المزارع وليس بتخويف الطوائف بعضها ببعض. اللبنانيون متعايشون مع بعضهم ولا يخافون من بعضهم كما يعتقد البعض. بل هناك مجموعة من أصحاب المصالح التي تمسك بالنظام هم الذين يزرعون الخوف في قلوب الناس". 

واعتبر أن "لقاء المسيحية والإسلام هو عبارة عن لقاء القيم الإنسانية الإلهية والأخلاقية، ولكن عندما يحاول البعض تحويل الأديان الى قبائل، والقبائل تتحوّل الى عصبيات والعصبيات تتحوّل الى أحقاد والى تنازع على المصالح ،نقع بما لا نريده. الدين ليس هكذا. الدين هو القيم والأخلاق. عندما فقدنا الأخلاق ، استطاع العدو  تحويلنا الى عصبيات وقبائل متنازعة على المصالح ووصلنا الى ما وصلنا اليه".

وأوضح أن "العدو الاسرائيلي يشن حربًا علينا ونحن نتنازع داخليًا ونستغل العدوان الإسرائيلي لنستفيد منه لمصالح فئوية أو حزبيّة. هل هذه هي الوطنية؟ لا ليست هكذا تكون الوطنية، فضلًا عن كونها إنسانية أو أخلاقية. وما أقوله لا أعني به الشعب اللبناني بل بعض المسؤولين عندنا. اللبنانيون وفي كل المناطق اثبتوا من خلال استقبالهم لإخوانهم النازحين في منازلهم عن وطنية كبيرة. أثبت الشعب اللبناني أنه أفضل من بعض سياسييه الذين  يفتقرون الى الوطنية". 

 وأشار الشيخ الخطيب أن إسرائيل لم تطبق القرار 1701 فهناك 35 ألف خرق للقرار مسجل من قبل قوات الأمم المتحدة، "وأقول أن الإسرائيلي لن يرضى بتطبيق القرار 1701 وهو يضع الشروط التي يرددها وأبرزها حق الإعتداء على السيادة اللبنانيّة. نحن لسنا مهزومين وعمقنا في التاريخ يشهد لنا".

وأضاف "ليس للشيعة مشروعهم الخاص في لبنان. نحن نريد دولة حقيقية في لبنان تدافع عن سيادتها وتحافظ على كرامة شعبها، وليس دولة تدير ظهرها للمشكلة ولأي اعتداء على أرضنا. نريد دولة ذات سيادة لديها جيش قادر على الدفاع عن لبنان أرضًا وشعبًا. يستشهد أبناؤنا وينزحون ويهجرون ليس لأننا لا نحب الحياة. نحن نحب الحياة. والحرب فُرضت علينا ولن يُترك لنا الخيار بذلك. الدولة تركتنا للوحش الإسرائيلي. نحن لن نستسلم أمام الوحش الإسرائيلي. إذا الدولة لا تريد أن تقاتل هذا الوحش نحن مستعدون لذلك. ولكن نحن أساسًا نريد الدولة العادلة القادرة".

وردًا على سؤال أن هناك من يسأل عن  مستقبل الشيعة في لبنان، أوضح أن "مَن يسأل هذا السؤال فهذا يدل على عدم وطنيتهم، لأن الوطني لا يتكلم عن أبناء بلده بهذا الأسلوب. الوطني يقف الى جانب ابن بلده الذي يتعرض للقتل والعدوان. أساسًا العدوان الإسرائيلي ليس على الشيعة في لبنان ،ولكن على كل لبنان وعلى كل اللبنانيين. ومن يسأل هذا السؤال يعتبر نفسه أنه منفصل عن الجسم اللبناني. ولا يمكن لأحد أن يُخرج الشيعة من لبنان فهم جزء من الشعب اللبناني، ووريث الشيعة في لبنان فليذهب إلى الاسرائيليين الذين يعطونه هذا الأمل. ومن يسأل أو يقول ذلك لا يستحقون الرد عليهم".

وحول القمة الروحية قال الشيخ الخطيب "البطريرك الماروني هو محط احترام لدينا وإن اختلفنا معه في بعض وجهات النظر. والقمة الروحية كانت رائعة وممتازة وأظهرت الإجماع الوطني على قضايا أساسية، على وحدة الوطن وعلى أن العدوان الاسرائيلي هو عدوان على لبنان وأن النازحين هم أخوة يجب مساعدتهم واحترامهم وهذا ما عبرنا عنه في البيان الختامي".

وعن عودة النازحين إلى قراهم أكد أن "النازحون ليسوا بحاجة لمن يقول لهم عودوا إلى قراكم هم سيعودون من تلقاء أنفسهم. وهم دفعوا دماءهم ودماء أبنائهم ثمنًا للحفاظ على الأرض".

المنشورات ذات الصلة