خاص-"ايست نيوز"
مع توسّع الحرب الإسرائيلية على لبنان في 23 أيلول الماضي، وازدياد حركة النزوح من الجنوب والبقاع والضاحية باتجاه مناطق أكثر أمناً توجهت الأنظار بالعاصمة بيروت المحاذية للضاحية الجنوبية، مع توافد عدد كبير من النازحين الى قلب العاصمة.
وفي هذا السياق، برزت الى العلن مشكلة قديمة-جديدة تمثلت بازدياد كبير في عدد السكان، وتالياً عدد السيارات داخل العاصمة حتى تحولت المدينة الى ما يُشبه "علبة السردين" بفعل كثرة السيارات فامتلأت مواقف السيارات بأكملها في كل أرجاء العاصمة وتحولت بعض الاحياء الفرعية الى "باركينغ".
هذه المشكلة تبعتها مشكلة أخرى، هي أصلاً كانت موجودة، لكنها إزدادت بعد بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان، وهنا نقصد زحمة السير الخانقة في العاصمة ومحيطها وسط غياب شبه تام لأركان الدولة، وتالياً لشرطة تنظيم السير إلاّ في ما ندر.
وزير الداخلية بسام مولوي الذي خرج في اليوم الاول للحرب في مقابلة تلفزيونية، ليقول ان أجهزة الدولة مستعدة لكل الإحتمالات، غاب عن باله أن بيروت أصبحت مقتظة بالسكان وبالسيارات، وبالتالي برزت المشكلة بشكل سريع دون أن يتمكن من حل ولو جزء صغير للأزمةالتي تتفاقم يوماً بعد يوم داخل العاصمة.
خطة سير غائبة، طرقات جلها غير صالحة لسير السيارات، غياب شبه كلي لأجهزة الدولة، فوضى على الطرقات، كلها ظهرت ولمسها المواطن دون أي تحرك من المولوي وأجهزة وزارته الغائبة عن السمع، علماً أن عناصر شرطة تنظيم السير في الضاحية والجنوب قد غابوا بمعظمهم عن متابعة مهامهم في مناطقهم بسبب الأوضاع الامنية الصعية.
"إيست نيوز" رصدت أكثر من مشكلة في الأيام الماضية، إحداها حصلت مع سيارة اسعاف في منطقة مار الياس والتي كانت تنقل مريضاً بحالة حرجة نتيجة إصابته بوعكة صحية مفاجئة، لكن زحمة السير وغياب التنظيم أعاقتا "الإسعاف" عن متابعة مهامها بسلاسة معرضة حياة المريض للخطر، علماً ان مستشفيات بيروت باتت تعمل بطاقة أكبر بعد خروج عدد من مستشفيات الضاحية والجنوب عن الخدمة، بفعل القصف الإسرائيلي الجنوني للمنطقتين.
حالة أخرى حصلت في بيروت قبل أيام حين وقع حادث سير بين إحدى الدراجات النارية وسيارة، ما أدى إلى توقف السير لأكثر من نصف ساعة دون تحرك أحد من المعنيين.
أسئلة كثيرة يمكن توجيهها لوزير الداخلية بسام مولوي نتيجة الفوضى الحاصلة في بيروت، والغياب الشبه الكلي لأجهزة الدولة عله يُعطينا بعضاً من الإجابات التي يُمكن أن تُريح المواطن ولو قليلاً، في ظل الحرب المجنونة التي تشنها إسرائيل على لبنان.
والسؤال الاكبر: من يتحمّل مسؤولية كل ما يجري داخل العاصمة؟ وهل هذه هي فعلا خطة الطوارئ التي تحدث عنها أركان الدولة قبل الحرب؟