إيست نيوز ـ باسم اسماعيل
أصبحت متابعة الأخبار اليومية مؤلمة للغاية فكل يوم تقريباً نجد صور وقصص مفجعة لجنود سقطوا حديثاً و الكثير منهم في الحقيقة مجرد أطفال تتحدث عائلاتهم عنهم وعن حياتهم القصيرة وبينما تخرج مواكب تشييعهم من منازلهم يصطف الجيران الذين يلوح بعضهم بالأعلام الإسرائيلية في الشوارع في وقفة صامتة.
لقد أصبحت هذه الصورة إحدى الصور المميزة والدائمة لحرب إسرائيل-غزة التي امتدت منذ ذلك الحين إلى لبنان أيضاً.
ومن غير الواضح إلى أي مدى يمكن لسكان إسرائيل أن يتحملوا المزيد من الكرب والموت في ظل استمرار ارتفاع عدد القتلى حيث لا يبدو أن هناك أي تقدم نحو إطلاق سراح الرهائن الـ101 الذين لا يزالون محتجزين.
إن الغضب والعداء المتزايد تجاه الحكومة الإسرائيلية التي يبدو أنها غير قادرة على تحقيق أهدافها في غزة يقسم إسرائيل ويؤدي إلى تآكل أي شعور بالوحدة التي عاشتها البلاد خلال الأشهر الأولى من الحرب.
هناك حدود للألم الذي يمكن أن يستوعبه الإسرائيليون دون وجود ضوء في نهاية النفق المظلم ولكن لحسن الحظ هناك القليل من الأمل حيث قام وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بزيارة مشحونة بالمشاعر إلى كيبوتس نير عوز "نقطة الصفر" لهجوم حماس في 7 أكتوبر حيث تم قتل أو خطف 117 من أصل 400 من سكان الكيبوتس ولا يزال هناك 29 رهينة منهم محتجزين.
وقد قام سموتريتش بجولة في موقع الفظائع التي ارتكبت والتقى بأقارب الرهائن وكذلك الأسرى السابقين الذين تم إطلاق سراحهم وقد عومل باحترام من قبل أعضاء الكيبوتس الذين كان لديهم كل الأسباب التي تدعوهم للغضب منه حيث كان يُنظر إليه على أنه أحد المؤيدين الرئيسيين لهزيمة حماس كأولوية على صفقة إطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب وقال سموتريتش: "أشكركم على فتح بابكم وقلبكم .. لست متأكداً من أنني لو كنت مكانكم كنت سأدعو شخص ما وأرحب به وأنظر في عينيه وهو في النهاية من بين المسؤولين عن الفشل الذريع".
لقد أظهرت الزيارة أن البلد الذي يعاني من صدمة يمكن أن يعترف بوجهات نظره المتباينة ويحتضن بعضه البعض في عرض للتعاطف والقوة فهل سيحذو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حذوه؟