عاجل:

نيويورك تايمز: ترمب سيواجه شرق أوسط مختلف جداً في ولايته الثانية

  • ١٨

إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل


لقد تغيرت المنطقة بشكل جذري منذ هجوم 7 أكتوبر الذي أخل بتوازن القوى وأولويات اللاعبين الرئيسيين ومن المستحيل تحديد ما هو قادم.

كان هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 أحد تلك اللحظات التي تقسم التاريخ إلى "ما قبل" و"ما بعد" ففي فترة ولاية ترمب الأولى لم تحظَ المطالب الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية باهتمام كبير لكن هجوم حماس والحروب وعمليات إعادة الاصطفاف التي أعقبت ذلك غيرت كل شيء فقد عادت الولايات المتحدة مرة أخرى إلى التدخل بعمق في المنطقة وتجدد الاهتمام بقضية الدولة الفلسطينية.

قبل 7 أكتوبر من العام الماضي كانت إسرائيل وإيران في حالة توازن تقريبي من الردع المتبادل، ولكن هذا التوازن اهتز بعد 7 أكتوبر وازداد تقويضه هذا العام عندما شنت إسرائيل غارة جوية على منشأة دبلوماسية إيرانية في سوريا واشتبهت في اغتيال أحد قادة حماس في طهران وقضت على قيادة حزب الله.
وقد شنت إيران هجومين صاروخين منفصلين واسعين على إسرائيل وهما الأولان من نوعهما على الإطلاق وقد قابلتهما إسرائيل بضربات مدروسة بعناية ضد الدفاعات الجوية الإيرانية ومنشآت إنتاج الصواريخ.
وإذا فشلت إسرائيل وإيران في التوصل إلى توازن ردع جديد ضد بعضهما البعض، فقد يشتد الصراع بينهما وقد يجذب دولًا أخرى.

وعلى مدى معظم العقد الأول من القرن الحادي والعشرين خاضت السعودية وإيران حرب باردة بالوكالة في الشرق الأوسط وقد بدأ ذلك يتغير ففي آذار 2023 توسطت الصين في اتفاق إعادة العلاقات بين إيران والسعودية حيث اتفق البلدان على إعادة فتح السفارات وإحياء اتفاق أمني قديم وعدم مهاجمة بعضهما البعض حتى من خلال وكلاء وتخفيف حدة الخطاب في وسائل الإعلام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض.

وقالت آنا جاكوبس المحللة البارزة في شؤون الخليج العربي في مجموعة الأزمات الدولية إن هذا الحوار يبعث برسالة قوية حقاً خاصة مع إعادة انتخاب ترمب مفادها أن المنطقة مختلفة تماماً عن ولاية ترمب الأولى لأن العلاقة بين المملكة العربية السعودية وإيران مختلفة تماماً الآن.

قبل هجمات 7 أكتوبر بدا أن السعودية وإسرائيل على وشك التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما كان من شأنه أن يعيد تشكيل الشرق الأوسط والآن تبدو الأمور مختلفة تماماً فحروب إسرائيل في غزة ولبنان جعلت من غير الممكن للسعودية ودول أخرى عقد صفقة مع إسرائيل ما لم تنتزع تنازلات كبيرة بما في ذلك ربما الالتزام بإقامة دولة فلسطينية لكن المعارضة الإسرائيلية لحل الدولتين أصبحت الآن أقوى مما كانت عليه منذ عقود.

قد تأتي إدارة ترمب الثانية بمزيد من الإشارات المتضاربة لأن مرشحي ترمب لمناصب كبار المبعوثين الدبلوماسيين إلى الشرق الأوسط لا يملكون خلفية كبيرة في السياسة الخارجية لكنهم يدعمون اسرائيل بشدة وعلى الرغم من أن ترمب لطالما اتخذ خطاً قاسياً تجاه إيران إلا أن إيلون ماسك المستشار المقرب من ترمب التقى هذا الأسبوع مع اثنين من المسؤولين الإيرانيين لمناقشة سبل نزع فتيل التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
المنشورات ذات الصلة