عاجل:

تفاؤلٌ فإرباكٌ فتأكيدٌ لزيارة هوكشتاين.. ردّ لبنان: لا مسّ بالسيادة الوطنية (الجمهورية)

  • ٢١

على مدى نهار أمس، انضبط المشهد الداخلي على زيارة قيل إنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين سيقوم بها إلى بيروت اليوم الثلاثاء، تسبق زيارة له إلى إسرائيل غداً، لإنضاج تسوية سياسية تبرّد جبهة الجنوب. واقترن ذلك بمنسوب عالٍ من التفاؤل، عزّزته تأكيدات أميركية بأنّ هوكشتاين سيتوجّه إلى بيروت قريباً جداً. وهذه التأكيدات نسفت أجواء البلبلة التي سادت ليلاً جرّاء ترويجات عن تأجيل زيارة الوسيط الأميركي.

وفي موازاة ذلك، حكمت الميدان العسكري في الساعات الماضية وتيرة عالية من التصعيد الإسرائيلي قتلاً للمدنيّين وقصفاً وتدميراً للبنى المدنية في مختلف المناطق اللبنانية، توازيها مواجهات عنيفة من قِبل «حزب الله» لمحاولات توغل الجيش الإسرائيلي في العديد من المحاور، بشكل متزامن مع استهدافات صاروخية مكثفة لتجمّعات ومواقع وقواعد الجيش الإسرائيلي ومستوطنات الشمال ومدن العمق الإسرائيلي وصولاً إلى حيفا وتل أبيب.

تأجيل ثم تأكيد

نقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن مسؤولين أميركيّين، قولهم، إنّ هوكشتاين أبلغ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تأجيل زيارته لبيروت لحين توضيح موقف لبنان من اتفاق التسوية. وأكّد المسؤولون أنّ «الكرة في ملعب الجانب اللبناني ونريد إجابات من لبنان قبل مغادرة هوكشتاين إلى بيروت».

إلّا أنّ اللافت للانتباه في هذا السياق، هو أنّ الموقع الأميركي تراجع مساءً عن خبر التأجيل، وعاد ونقل عن مسؤول أميركي بأنّ هوكشتاين سيغادر واشنطن إلى بيروت قريباً جداً.

وكان لافتاً في هذا السياق، أنّ مصادر عين التينة لم تعلّق على ما ذكره الموقع الأميركي حول إبلاغ هوكشتاين بري بتأجيل الزيارة. إلّا أنّها أشارت إلى أنّها لا تجد ما يبرّر ما بدا أنّه إرباك ساد بعد إعلان الخبر الذي يتحدّث عن تأجيل زيارة هوكشتاين.

وكرّرت التأكيد على أنّنا أنجزنا كل ما يتصل بالردّ اللبناني على مقترح التسوية، ونعتبره رداً إيجابياً، وسيُعرض على هوكشتاين سواء حضر اليوم أو في أي وقت آخر. مع الإشارة هنا إلى أنّ خط التواصل مع هوكشتاين لم ينقطع.

وكانت مصادر متعدّدة قاربت الزيارة بحذر، وتقاطعت عند التأكيد على أنّه ما لم يطرأ أي مستجد قاهر من شأنه أن يعدّل في جدول أعمال هوكشتاين ويغيّر مساره، فإنّه سيحطّ في بيروت اليوم. وهذا ما أكّدت عليه مستويات سياسية رفيعة معنية بحركة الاتصالات الجارية، بأنّها أُبلِغت بأنّ الوسيط الأميركي حزم حقائبه للسفر إلى لبنان وسيصل خلال الساعات المقبلة.

زيارة مفصلية

كانت الأجواء نهار أمس، قد أحاطت الزيارة المرتقبة لهوكشتاين تبدو بشيء من التفاؤل، ولاسيما أنّ إتمامها كان مشروطاً بأن يلمس الوسيط الأميركي إيجابية يمكن البناء عليها لبلوغ وقف لإطلاق النار على جبهة لبنان. وأكّد مسؤول رفيع لـ«الجمهورية»، أنّ «كفة الإيجابيات راجحة، والجو العام يوحي وكأنّ بلوغ التسوية السياسية بات قاب قوسَين أو أدنى».

وبحسب المسؤول عينه «فإنّ زيارة هوكشتاين إلى بيروت، مفصلية هذه المرّة لناحية شق الطريق نحو التسوية بصورة أكيدة، وتنقية هذا الطريق من أيّ مطبّات أو تعقيدات أو ألغام، من غير المستبعد أن تلجأ إسرائيل إلى زرعها لإحباط الجهود الرامية إلى التسريع في هذه التسوية. وهنا تقع مسؤولية الوسيط الأميركي في مواجهة الخداع الإسرائيلي وإخراج التسوية من عنق الزجاجة وإلزام اسرائيل بالاستجابة لشروطها ووقف إطلاق النار».


المنشورات ذات الصلة