إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
لقد كانت قوات اليونيفيل في جنوب لبنان عديمة الفائدة حالها كحال الأونروا ولكن في حين أن السابع من تشرين الأول كان بمثابة حافز لإسرائيل لقطع علاقاتها أخيراً مع الأونروا إلا أنه لا يوجد حديث في الترتيبات التي يضعها المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين عن الاستغناء عن اليونيفيل ويعكس هذا على الأرجح اعتقاداً بأن القوة لا يزال لديها نوع من الدور البنّاء الذي يمكن أن تلعبه في المنطقة.
لم تفشل اليونيفيل في دورها المتمثل في مراقبة نشاط حزب الله في جنوب لبنان فحسب بل إنها عملت في أكثر من مناسبة خلال القتال الحالي على حماية حزب الله كما أنها عاجزة بشكل هزلي عن إلقاء اللوم على حزب الله في أي شيء فكيف يمكن الوثوق بها لمنع الحزب من إعادة تسليح نفسه أو إعادة تأسيس وجوده في جنوب لبنان؟
وإذا أريد أن يكون لليونيفيل أي دور بموجب الاتفاق الذي يجري التوصل إليه الآن مع لبنان فلا بد من إصلاحها أي إعادة تحديد ولايتها وإعادة تشكيل تركيبتها إذ يتألف ما يقرب من 22% من القوة بأكملها من الدول الإسلامية التي لا تربطها أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل كإندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش وتساهم تركيا التي لا تقل عداءاً لإسرائيل عن أي من هذه الدول بـ 97 جندي.
بالإضافة إلى ذلك تشكّل الدول التي تتخذ موقفاً دبلوماسياً معادياً علناً تجاه إسرائيل 15% مثل الصين وإيرلندا وإسبانيا. هل هذه الدول شركاء موثوقون حقاً لإسرائيل في الحفاظ على الترتيبات الأمنية المستقبلية على طول الحدود؟
ومنذ نهاية حرب لبنان الثانية في عام 2006 أثبتت اليونيفيل عدم فعاليتها الكاملة فلننظر إلى تكديس حزب الله للأسلحة والتحصينات التي أقامها على طول الحدود الإسرائيلية مباشرة بما في ذلك متاهة من الأنفاق تحت الأرض تنافس تلك الموجودة في غزة وكل ذلك تحت أنف قوات اليونيفيل.
في الوقت الذي يجري فيه وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لتغيير الواقع الأمني في جنوب لبنان هناك شيء واحد واضح: اليونيفيل .. إذا كان لها أن تلعب أي دور على الإطلاق يجب أن يتم إصلاحها بالكامل.