أشارت القناة 14 الإسرائيلية، في تقرير للصحفي أدم ميخالشفيللي، الى أن هناك تحذيرات من مستشرقين وخبراء أمنيين بشأن المفاوضات الجارية مع حزب الله، معتبرين أن إسرائيل قد تفوّت فرصة تاريخية لحسم المواجهة مع الحزب وضمان أمن طويل الأمد على الحدود الشمالية.
وفي مقابلة أجراها المستشرق والمحلل السياسي يوني بن مناحيم مع الصحفي تال ماير، قال بن مناحيم أن الاتفاق الجاري التفاوض عليه قد يخدم المصالح الإيرانية على حساب أمن إسرائيل، موضحًا أن حزب الله يمر بمرحلة ضعف كبيرة، لكن إسرائيل لا تستغل هذه الفرصة للقضاء على تهديده بشكل كامل. وأضاف: "حزب الله في وضع هش، ونحن نلعب لصالح الخطة الإيرانية التي تحاول إنقاذ الحزب في اللحظة الأخيرة من الانهيار. الآن ليس الوقت للتردد؛ يجب استخدام القوة بشكل حاسم لتدمير البنية التحتية لحزب الله".
ولفت التقرير إلى أن الاتفاق المطروح يشمل السماح بعودة سكان القرى اللبنانية إلى جنوب لبنان، وهو ما قد يمنح حزب الله فرصة لإعادة تموضعه على الحدود. وعلّق بن مناحيم قائلًا: "من غير الواضح كيف توافق إسرائيل على عودة هؤلاء السكان، الذين يُعدّون في الواقع جزءًا من قوة الرضوان التابعة لحزب الله. هذا خطأ استراتيجي لا يمكن تجاهله، خصوصًا بعد أحداث السابع من تشرين الأول".
كما تناول التقرير قضية الفراغ الذي سيتركه انسحاب حزب الله المحتمل من المنطقة، مع الإشارة إلى احتمالية دخول قوات دولية، وهو حل يراه الخبراء غير مستدام. وأضاف بن مناحيم: "الاتفاق يجب أن يتضمن خطة واضحة لمنع تكرار السيناريوهات السابقة، وإلا فإن الوضع سيعود إلى نقطة الصفر".
وعلى خلفية الغارات المنسوبة لإسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت، لفت التقرير إلى أن حزب الله يحاول فرض معادلة جديدة مفادها أن أي هجوم في الضاحية سيقابله استهداف تل أبيب. ووفقًا لبن مناحيم، فإن الحزب لا يزال يحتفظ بقدرات عسكرية كبيرة رغم الضغوط عليه، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا يتطلب معالجة فورية.
واختتم التقرير بتحذير من أن أي تأجيل في اتخاذ إجراءات حاسمة قد يمنح حزب الله فرصة لإعادة ترتيب صفوفه، مما يهدد الأمن الإسرائيلي على المدى الطويل. ودعا بن مناحيم إلى تكثيف العمليات العسكرية لتدمير مخازن الذخيرة والأنفاق التابعة للحزب، وضمان عدم تمكنه من إعادة تشكيل تهديده.