إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل
بفضل نتنياهو اقتربت إسرائيل من أن تصبح منبوذة بين الأمم فهو ووزير دفاعه السابق غالانت أصبحا الآن من المطلوبين للعدالة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة ومن الآن فصاعداً أصبحت نحو 124 دولة مغلقة فعلياً في وجههما.
ولكن اللوم يقع بشكل مباشر على نتنياهو نفسه لأن هذه الخطوة التي تشير إلى عزلة جديدة لإسرائيل كان من الممكن تجنبها تماماً فقد كان الحل الأبسط بالنسبة له هو إنشاء لجنة تحقيق حكومية في هجمات 7 أكتوبر 2023 وكل ما تلاها لكن نتنياهو رفض الاستسلام وهذا فتح الباب أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ولكن ذنب نتنياهو أعمق من ذلك بكثير ويوضح بيان المحكمة الجنائية الدولية أن جوهر قضيتها ضد قادة إسرائيل يتعلق بتوريد المساعدات الإنسانية إلى غزة وتقول المحكمة الجنائية الدولية إن هناك أسباباً معقولة تدعو للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت "حرما عمداً وعن علم السكان المدنيين في غزة من أشياء لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة بما في ذلك الغذاء والماء والأدوية والإمدادات الطبية والوقود والكهرباء".
إن الطريقة التي قصفت بها إسرائيل حماس ليست في صلب قضية المحكمة الجنائية الدولية وبدلاً من ذلك فإن محور لائحة الاتهام هو المساعدات أي سبب أخلاقي فلا يمكن الدفاع عن استخدام "التجويع كوسيلة من وسائل الحرب" كما تقول المحكمة الجنائية الدولية. أما السبب الثاني فهو سبب استراتيجي حيث كان على إسرائيل أن توضح أن حربها كانت مع حماس وليس مع الفلسطينيين في غزة. كان عليها أن تزود المدنيين في غزة بكل ما يحتاجونه من غذاء ودواء من أجل دق إسفين بين حماس والشعب وبدلاً من ذلك جعلت إسرائيل الحياة القاسية في غزة أكثر قسوة وزرعت الكراهية في قلوب جيل جديد (فشل استراتيجي ذريع).
قلة من الناس يتوقعون رؤية نتنياهو في قفص الاتهام في لاهاي ولكن سوف يسرّع هذا الإجراء من مسار إسرائيل نحو المنبوذية الدولية وهذا بالضبط ما كانت تأمله حماس في 7 أكتوبر: دفع إسرائيل إلى الجنون من الحزن والغضب لدرجة أنها ستنتفض بطرق من شأنها أن تدمر شرعيتها الدولية. لقد أعطاهم نتنياهو ما أرادوه بالضبط لقد نصبت حماس الفخ وقد وقع فيه مباشرة.