إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
من المقرر أن تعاقب الحكومة الإسرائيلية صحيفة "هآرتس" ذات الميول اليسارية من خلال إصدار أمر بمقاطعة الصحيفة من قبل المسؤولين الحكوميين أو أي شخص يعمل في هيئة تمولها الحكومة ووقف جميع الإعلانات الحكومية على صفحاتها أو موقعها الإلكتروني.
وقال مكتب وزير الاتصالات شلومو كرعي في بيان له يوم الأحد إن اقتراحه ضد هآرتس قد تمت الموافقة عليه بالإجماع من قبل وزراء آخرين وجاء في البيان: "لن نسمح بواقع يدعو فيه ناشر صحيفة رسمية في دولة إسرائيل إلى فرض عقوبات ضدها ويدعم أعداء الدولة".
ولتبرير مقاطعة "هآرتس" سلط مكتب كرعي الضوء على تصريحات أدلى بها عاموس شوكن ناشر الصحيفة في مؤتمر نظمته الصحيفة في لندن مؤخراً فقد اتهم شوكن الحكومة الإسرائيلية بـ "فرض نظام فصل عنصري قاسٍ على السكان الفلسطينيين".
تُعتبر صحيفة "هآرتس" (وهي أقدم صحيفة في إسرائيل) من أشد المنتقدين لنتنياهو وحكومته الائتلافية الحالية الأكثر يمينية في تاريخ البلاد وقد نشرت سلسلة من التحقيقات عن تجاوزات من قبل كبار المسؤولين والقوات المسلحة وكانت منذ فترة طويلة في مرمى نيران الحكومة الحالية كما أنها كانت من أشد المؤيدين لحملة وقف إطلاق النار لتحرير الرهائن.
وفي بيان لها يوم الأحد اتهمت الصحيفة نتنياهو بالسعي إلى "تفكيك الديمقراطية الإسرائيلية" وقالت إن نتنياهو يحاول إسكات صحيفة مستقلة وناقدة وإن الصحيفة لن تتراجع ولن تتحول إلى منشور حكومي ينشر رسائل توافق عليها الحكومة ورئيسها.
كما نشرت صحيفة "هآرتس" افتتاحية قالت فيها إن "إلحاق الأذى بالمدنيين بشكل متعمد هو أمر غير شرعي .. استخدام العنف ضد المدنيين وزرع الرعب بينهم لتحقيق أهداف سياسية أو أيديولوجية هو إرهاب .. أي منظمة تدعو إلى قتل النساء والأطفال والشيوخ هي منظمة إرهابية".
ترى ميراف زونسزين كبيرة محللي إسرائيل في مجموعة الأزمات الدولية أن المقاطعة تظهر أن إسرائيل تقودها حكومة استبدادية بشكل متزايد مكرسة لسحق كل أنواع المعارضة وأن مساحة الانتقاد قد ضاقت بشكل كبير ليس فقط من قبل الفلسطينيين بل من قبل الإسرائيليين اليهود.