عاجل:

بايدن وماكرون يعلنان وقف النار.. ولودريان الى لبنان للحل السياسي (الجمهورية)

  • ٢٧

من المقرّر أن يدخل وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل حيز التنفيذ فجر اليوم استناداً الى اعلان الرئيس الاميركي جو بايدن ومعه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي سارع إلى ارسال موفده جان إيف لودريان إلى لبنان اليوم «للبحث في حل الأزمة السياسية»، حسبما اعلنت الرئاسة الفرنسية. في الوقت الذي عاش لبنان ليلة جهنمية من القصف التدميري الاسرائيلي الذي طاول عمق بيروت وضاحيتها الجنوبية ومعظم مناطق الجنوب والبقاع، ليصل إلى معبر العريضة والعبودية والدبوسية ووادي خالد في عكار ومعابر اخرى على الحدود اللبنانية- السورية، في وقت ردّ حزب الله بقصف مجموعة من الأهداف العسكرية الحساسة في تل ابيب وضواحيها وعكا والجولان ومقر إقامة قائد سلاح الجو الاسرائيلي في تل ابيب.

اعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحافي مساء امس أنّ «لبنان وإسرائيل يقبلان وقف إطلاق النار». وأشار الى أنّ «أكثر من 70 ألف إسرائيلي اضطروا للنزوح منذ بدء حزب الله الحرب». واضاف «أكثر من 100 ألف لبناني دُفعوا إلى النزوح بعد فرض حزب الله الحرب عليهم». ورأى أنّ «هذا النزاع هو الأكثر دموية بين حزب الله وإسرائيل». واعتبر أنّ «السلام الدائم لا يمكن أن يتحقق في ساحات القتال، لذلك وجّهت فريقي لإنهاء النزاع». وكشف أنّ «الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ غداً في العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي». وأعلن أنّه «سيتمّ تنفيذ الاتفاق بشكل كامل ولن يكون هناك انتشار للقوات الأميركية في جنوب لبنان». وشدّد على «أنّ حزب الله إذا خرق الاتفاق فإنّ إسرائيل تملك حق الدفاع عن نفسها». وقال إنّ «الاتفاق يدعم سيادة لبنان ويشكّل بداية جديدة لهذا البلد ويقود الشعب اللبناني لمستقبل ينعم فيه بالسلام».

وعن ملف غزّة، قال بايدن إنّ «أمام حماس خيار وحيد هو إطلاق سراح الرهائن ومنهم الرهائن الأميركيون». وأعلن «أنّنا سنقوم بمساعٍ جديدة مع مصر وقطر وتركيا وإسرائيل في شأن وقف إطلاق النار في غزة».

بيان مشترك

وفي غضون ذلك، صدر عن بايدن وماكرون بيان مشترك أعلنا فيه وقف إطلاق النار. وهنا نصه: «بعد أسابيع عديدة من التعبئة الدبلوماسية المكثفة، أعلن رئيس الولايات المتحدة، جوزف بايدن، ورئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، اليوم أنّ إسرائيل ولبنان قد قبلا بوقف إطلاق النار بين البلدين. سيؤدي هذا الإعلان إلى إنهاء القتال في لبنان وحماية إسرائيل من التهديد الذي يشكّله حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى التي تعمل من لبنان. كما سيوفّر الظروف اللازمة لاستعادة الهدوء بشكل مستدام، مما يتيح عودة آمنة لسكان الجانبين إلى منازلهم على طول الخط الأزرق. ستعمل الولايات المتحدة وفرنسا مع إسرائيل ولبنان لضمان تنفيذ هذا الترتيب بالكامل وتطبيقه. كما تظل ملتزمة بمنع هذا النزاع من التسبب في دورة جديدة من العنف. وتعهّدت الولايات المتحدة وفرنسا أيضًا بلعب دور رائد في دعم الجهود الدولية لتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية وتعزيز التنمية الاقتصادية في جميع أنحاء لبنان، من أجل تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة».

بايدن وميقاتي

وقد تلقّى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً من بايدن تشاورا في خلاله في الوضع الراهن وقرار وقف اطلاق النار. وافادت معلومات رسمية انّ ميقاتي شكر بايدن «على الدعم الاميركي للبنان والمساعي التي قام بها موفده السيد آموس هوكشتاين للتوصل الى وقف اطلاق النار». واضافت: «عبّر رئيس الحكومة عن ترحيبه بقرار وقف إطلاق النار في لبنان، والذي ساهمت بترتيبه مشكورة الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا». وقال: «إنّ هذا التفاهم الذي رسم خريطة طريق الى وقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم (أمس)، وهو خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين الى قراهم ومدنهم. كما انّه يساعد في إرساء الاستقرار الإقليمي. إنني، إذ اقدّر المساعي المشتركة للولايات المتحدة وفرنسا للتوصل الى هذا التفاهم، اجدّد تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان. وادعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد. كما اطالب بالتزام العدو الاسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي يحتلها والالتزام بالقرار 1701 كاملاً».

وسيرأس ميقاتي عند التاسعة والنصف صباح اليوم جلسة لمجلس الوزراء في السراي الكبير «لبحث التطورات الراهنة والأوضاع المستجدة». حسبما ورد في نص الدعوة التي وجّهت الى الوزراء، وقد قطع وزير السياحة وليد نصار زيارته للسعودية ويعود إلى بيروت للمشاركة في الجلسة. فيما افيد انّ وزراء «التيار الوطني الحر» لن يحضروا الجلسة بداعي السفر.

وكان ميقاتي ندّد بـ«العدوان الإسرائيلي الهستيري» مساء امس على بيروت ومختلف المناطق اللبنانية والذي يستهدف بشكل خاص المدنيين. وقال انّ هذا العدوان «يؤكّد مجدداً انّ العدو الاسرائيلي لا يقيم وزناً لأي قانون او اعتبار. كما انّ استهداف بيروت بشكل خاص يثبت حقد العدو عليها بما تمثله من حاضنة لجميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، ولكونها ايضاً تحتضن العدد الاكبر من النازحين عن مناطق العدوان». واضاف: «إنّ المجتمع الدولي مطالب بالعمل سريعاً على وقف هذا العدوان وتنفيذ وقف فوري لاطلاق النار».

المنشورات ذات الصلة