إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
أثار أكبر هجوم يشنه مقاتلو المعارضة السورية منذ سنوات ضد القوات الحكومية مخاوف من إعادة إشعال الحرب الأهلية التي ظلت مجمدة في معظمها لسنوات.
بدأ الهجوم يوم الأربعاء في محافظة حلب في شمال غرب سوريا وتقدمت قوات المعارضة يوم الخميس وسيطرت على عدة قرى جديدة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال إن الاشتباكات العنيفة أسفرت عن مقتل حوالي 100 من جماعات المعارضة و54 جندياً من قوات النظام.
يشكل المتمردون مختلف الفصائل التي تمثل البقايا الأخيرة لجماعات المعارضة ولكن الجماعة الرئيسية هي هيئة تحرير الشام (وهي فصيل كان مرتبط سابقاً بتنظيم القاعدة الإرهابي) التي تسيطر على معظم الأراضي الشمالية الغربية كما انضمت العديد من الجماعات المدعومة من تركيا إلى الهجوم. ولكن هذه الفصائل المختلفة غالباً ما تقاتلت فيما بينها مما قوض التماسك الذي كانت تحتاجه لتحدي الجيش السوري.
قال المقدم حسن عبد الغني القائد العسكري لغرفة عمليات المعارضة إن الهجوم يهدف إلى وقف الغارات الجوية السورية وغيرها من الهجمات على الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، بينما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن القوات الحكومية تتصدى "لهجوم إرهابي واسع النطاق بالتعاون مع القوات الصديقة" على القرى والبلدات والمواقع العسكرية وإنها ألحقت خسائر فادحة في صفوف المعارضة.
لطالما كانت سورية ساحة معركة بالوكالة للقوى الدولية فعلى مدى سنوات نفذت إسرائيل ضربات مميتة في سوريا وقالت إنها تستهدف مقاتلون مدعومون من إيران وإن بعض هذه الضربات تهدف إلى قطع تدفق الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية بين حزب الله وإيران.
تسيطر الحكومة الآن على أكثر من 60% من البلاد بما في ذلك معظم المدن الكبرى بينما تسيطر المعارضة على مناطق في الشمال الغربي (أجزاء من محافظتي إدلب وحلب)، أما الشمال الشرقي فتسيطر عليه ميليشيا يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة ومازال تنظيم الدولة الإسلامية يحتفظ بخلايا نائمة تختبئ في صحراء سوريا الشاسعة وتنفذ هجمات من حين لآخر على جنود الحكومة والمدنيين.