عاجل:

الغارديان: وقف إطلاق النار الهش ليس انتصاراً لنتنياهو في ظل معاناة غزة والرهائن

  • ٤٤

"إيست نيوز" ترجمة باسم اسماعيل 

بالنسبة للبنانيين فقد شكّل الاتفاق ارتياح كبير حيث تسبب الصراع بمقتل حوالي 4,000 شخص، وألحق دماراً مروعاً وشرد مئات الآلاف من السكان على جانبي الحدود أما  الآن فهناك ما يشبه الهدوء.

وبالنسبة للإسرائيليين يبدو أن وقف إطلاق النار كان بمثابة نعمة متناقضة، فقد أعلنه نتنياهو انتصاراً مشهوداً وقال إن الإسرائيليين الذين فروا من صواريخ حزب الله قد يعودون بأمان إلى ديارهم، ولكن الإسرائيليين الذين يملكون منازل في الشمال غير مقتنعين بأن "وقف الأعمال العدائية" سيكون دائماً.

وربما تُحول الحكومة الإسرائيلية الآن تركيزها إلى غزة مما يزيد من عرقلة الجهود الرامية إلى وقف القتال هناك وتأمين إطلاق سراح الرهائن. وبحسب أهل الرهائن فنتنياهو يولي أهمية لمستقبله السياسي على حساب حياة  أبنائهم ولا يريد للحرب أن تنتهي.

الحرب في غزة لم تنتهِ بعد ومن أجل البقاء في منصبه والحفاظ على ائتلافه وتجنب الحساب عن الإخفاقات الأمنية في 7 أكتوبر، يحتاج نتنياهو إلى "النصر الكامل" على حماس وبالتالي فإن التسويات التي تطالب بها حماس مقابل أي صفقة رهائن غير مقبولة سياسياً بالنسبة له.

ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية فمن الواضح أن القيادة الإسرائيلية لديها خطط جذرية لغزة تشمل تفريغ مناطق واسعة من القطاع وتقسيمه على غرار الضفة الغربية تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية إلى أجل غير مسمى.

وقد كشفت صحيفة "هآرتس" عن هذه الخطط بتفاصيل دامغة وحددت الخيار الصارخ الذي يواجه إسرائيل حيث قالت: "في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان أصبحت المعادلة أوضح من أي وقت مضى، إما تجديد المستوطنات وحرب دائمة في غزة أو صفقة رهائن وإنهاء الحرب هناك، إنه الموت مقابل الحياة والدولة الملتزمة بصورتها الأخلاقية والإنسانية يجب أن تختار الخيار الأخير".

من المستبعد أن يستجيب نتنياهو لهذه النصيحة، فهو لا يفكر بالأخلاق ولا يكترث للإنسانية فبالنسبة له لا يوجد وقف للأعمال العدائية بل عنف لا يتوقف، وهكذا تستمر المعاناة الرهيبة لسكان غزة وللرهائن الإسرائيليين.


المنشورات ذات الصلة