عاجل:

الجنوب: معركة تثبيت المعادلات مستمرّة (الأخبار)

  • ٤٤

لليوم السابِع على اتفاق وقف الأعمال العدائية، واصلَ العدو الإسرائيلي خروقاته في جنوب لبنان، متجاهلاً التحذيرات الأميركية والفرنسية والبريطانية من تداعيات انتهاك الاتفاق، خصوصاً بعدَ الردّ الأولي والتحذيري للمقاومة أولَ أمس في مزارع شبعا.

وهو ما دفع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى الطلب من وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي دون ديرمر «الخروج ببيان علني مفاده أن إسرائيل تحترم وقف إطلاق النار ولن تنسحب منه»، وفق القناة 13 العبرية، مشيرة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين «أكّدوا للحكومة الأميركية التزام وقف إطلاق النار، وقال رئيس الوزراء نتنياهو هذا بصوته في جلسة مجلس الوزراء اليوم (أمس)».

وفيما أكّد الموفد الأميركي عاموس هوكشتين أن «استمرار وقف إطلاق النار يحتاج إلى ضبط النفس من كل الأطراف»، أبلغ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر بـ«ضرورة التزام جميع الأطراف بالاتفاق».

من جهة أخرى، أكّد نتنياهو «أننا في حالة وقف إطلاق نار وليس نهاية الحرب»، لافتاً إلى «أننا ننفذ وقف إطلاق النار في لبنان بقبضة من حديد ونتحرك ضد أي انتهاك سواء كان بسيطاً أو جسيماً»، في ما يبدو إصراراً من كيان العدو على إكمال العمليات الحربية من جانب واحد، لتكريس مبدأ «حرية الحركة» باستهداف المقاومة في أي مكان تحسّباً من عدم قدرة لجنة الإشراف الدولية على القرار والجيش اللبناني على تنفيذ المهمة المُوكلة إليهما، خصوصاً في ما يتعلّق بتفكيك أي وجود عسكري لحزب الله أو معاودة تسليحه وترميم بنيته العسكرية.

وتعكس الخروقات الإسرائيلية شعوراً لدى نتنياهو بأنه لم يحقّق أياً من الأهداف الاستراتيجية، إذ لم يؤدّ اغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله وقادة الحزب وضرب جزء من القدرات العسكرية إلى انهيار الجسم العسكري.

لذلك، تحوّل تعاطيه مع الوضع في الجنوب إلى استعراض أمام الداخل الإسرائيلي للقول بأن يده هي العليا، فوق القنوات الدبلوماسية والقرارات الدولية.

وقد دفع استمرار الخروقات المقاومة إلى توجيه رسالة حازمة أكّدت فيها أن الخرق بالخرق وأنها لن تقبل بفرض معادلة إسرائيلية في الجنوب وهي جاهزة لكسر مثل هذه المعادلة، ما يضرب سردية الانتصار التي بنى نتنياهو خطابه بعد الحرب عليها.

ميدانياً، تراجعت حدة الاعتداءات الإسرائيلية الجوية. لكن توسّعة التوغل البري كانت لافتة نحو مناطق أعمق لم يصل إليها العدو من قبل. فقد توغّلت قوة مؤلّلة من أطراف بليدا ومحيبيب إلى خراج عيترون وإلى الطريق المؤدي إلى وادي السلوقي صباح أمس.

وفي وقت لاحق من المساء، نفّذ الطيران المعادي غارة جوية على محيبيب قبل أن ينفّذ سلسلة تفجيرات ضد منازل في أطرافها. وصباحاً، سُجّل دخول قوة معادية مؤلّلة معزّزة بدبابة ميركافا، من عين عرب ووطى الخيام والوزاني في الأطراف الجنوبية والشرقية للخيام إلى داخل الخيام وتوزّع أفرادها بين عدد من الأحياء. وأصيب مواطن بجروح طفيفة جراء غارة من مُسيّرة استهدفت أطراف بيت ليف، كما استهدفت مُسيّرة أحراج دير سريان لناحية مجرى نهر الليطاني.

وفي شبعا، استشهد الراعي جمال صعب الذي استهدفته مُسيّرة في محلة المرجة في خراج البلدة أثناء رعيه للماشية. وأطلق جنود العدو رشقات نارية باتجاه حي السيار وساحة مجدل زون وبنت جبيل.


المنشورات ذات الصلة