بقلم الدكتور نزار دندش
لن أدخل هنا في ذكر جميع الأسباب بل سوف أذكر سبباً واحداً لبقائنا لقمة سائغة للوحوش التي تبقى هائجة حتى حين لا تكون جائعة .
الصراعات داخل المجتمعات البشرية لا تنتهي، فالصراع قانون عام على هذا الكوكب، في الطبيعة بشكل عام وفي مجتمعات الكائنات الحية ومجتمعات الآدميين على وجه الخصوص . ويبقى دور العقل عند الكائنات العاقلة مساعداً لتجنّب الخسارات الكارثية. فيصبح معيار النباهة عند القادة ملازماً لشعار: قُلْ لي ماذا أعددتَ لتجنّب الكارثة او تخفيف أضرارها أَقُلْ لك من أنت !
لنفترض انّ العالم حولنا مقسومٌ الى محور خيرٍ ومحور شرّ ( هنا تلعب النظرية النسبية دورها)، ولنفرض انّ اميركا وحلفاءها يخططون لتفجير الوضع في كل الشوارع في كل المناطق المحسوبة على جبهة الممانعة او المتعاونة معها، ولبنان يشكّل إحدى ساحات المُنازلة. فماذا أعدّتْ حكومتنا لمواجهة ذلك ؟ وكيف حَصّن المسؤولون ساحتنا ؟
وهل سدّوا المنافذ التي تدخل منها المؤامرة ؟
الجواب عن كل هذه الاسئلة واحد : لا ، لا ، لا !!!
هل كان باستطاعتنا ان نتجنّب الوصول الى ما وصلنا إيه ؟
الجواب هنا نعم !
إنّ أسهل ثغرة لعبور المؤامرات هي الفساد ! والفساد المستشري في كل نسيج من أنسجة مجتمعنا هو السُكّر الذي يجذب كل أنواع الميكروبات إليه !
ولا يحتاج المراقب الى عقلٍ خارق كي يدرك انّ الفساد قد وصل الى أماكن كنّا نتوهّم انها فوق الشبهات وحطّم حصوناً كانت تعتبر عصيّة على التهاوي والسقوط .
انّ الفساد في هذا الزمن هو شر البلاء وقد ابتلينا به من قمة الرأس الى أخمص القدمين، ولم يحرّك القيّمون القادرون ساكناً للقضاء على الفساد أو لمحاربته وحَشره في الزاوية، بل وعلى العكس من ذلك فقد قام الأقوياء بحماية كل الفاسدين من دون استثناء فكانت النتيجة عدم محاكمة او محاسبة فاسدٍ واحدٍ في كل أرجاء لبنان وكأنّ المسؤولين ملائكة أو مطهّرون يعيشون تواضعاً بيننا .
هل كان بإمكانهم معرفة الفاسدين ؟
نعم كبيرة ومؤكدة !!!
كان باستطاعة كل حزب ان يطبّق شعار من اين لك هذا على أعضائه وكل وزارة أو مؤسسة على موظفيها وهكذا دواليك. وأذكر انني اقترحت ذلك مراراً في كتاباتي وفي مقابلاتي التلفزيونية.
هل كان بإمكانهم فعل ذلك ؟
- انا لا اعلم أمّا هم فيعلمون !!!
والآن ما العمل ؟
- التخلّص من الفاسدين هو الممر الإجباري لحماية الوطن !
إنّي أناشدكم: ضَحّوا بأكبر قدرٍ من الفاسدين، فالعُند وحدَهُ لا يصون وطناً ولا يصون كرامة مواطنيه. والندم بعد فوات الأوان مصيبة بل كارثة.