في وقت لم تصدر فيه عن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أي تصريحات حول التطورات الأخيرة في سوريا، نقلت «القناة الروسية الأولى» عن الكرملين إعلانه أنّ الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، وأفراد عائلته، أصبحوا في موسكو، بعدما مُنحوا حقّ اللجوء لـ»دواع إنسانية». كما أعلنت الخارجية الروسية أنّه «نتيجة لمفاوضات أجراها الرئيس السوري مع العديد من المشاركين في النزاع المسلح في الجمهورية العربية السورية، قرّر الاستقالة ومغادرة البلاد، وأصدر تعليماته بحصول انتقال سلمي للسلطة»، مضيفة أن موسكو «لم تشارك في المفاوضات»، وأنّها «على اتصال مع جميع الفصائل المعارضة في سوريا». وتابعت الخارجية أنّ موسكو «تتابع الأحداث الدرامية في سوريا عن كثب»، وحثّت جميع الأطراف على «الامتناع عن استخدام العنف وحل جميع القضايا بالوسائل السياسية»، من خلال إطلاق عملية سياسية شاملة استناداً إلى القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن. وفي وقت لاحق، أفادت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية، نقلاً عن الكرملين، بأنّ «المعارضة السورية المسلحة أنشأت قنوات اتصال مع الجانب الروسي»، وتعهدت بـ»عدم الاعتداء على البعثات الدبلوماسية الأجنبية في سوريا»، وأن مسؤولين روساً، يجرون، من جهتهم، اتصالات مع قادة الجماعات المسلحة، «التي ضمنت أمن قواعدنا العسكرية». وليل أمس، دعت روسيا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي اليوم، لمناقشة التطورات الأخيرة.
وبعدما أكدت موسكو أنّه ما من خطر على منشآتها، التي أصبحت في «حالة تأهب قصوى»، نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن مصدر في السفارة الروسية في دمشق قوله إنّ جميع طواقم السفارة «بخير»، في حين قال السناتور الروسي، كونستانتين كوساتشوف، إن الأولوية الرئيسية لموسكو، حالياً، هي «ضمان سلامة» المواطنين الروس في سوريا، مؤكداً أنّه في حال «استمر الشعب السوري في طلب دعمنا فسيتم تقديمه»، مستبعداً أن ينطوي الدعم المشار على الدخول «في حرب أهلية شاملة». وفي وقت سابق، نقلت الوكالة الروسية عن شهود عيان قولهم إنّ الفصائل المسلحة سيطرت على مدينة جبلة، بالقرب من «قاعدة حميميم» الروسية في اللاذقية. وطبقاً للمصدر نفسه فإنّ «المسلحين كانوا بالفعل في وسط المدينة خلال النهار، وفي البداية كان هناك إطلاق نار في الهواء، أمّا الآن فقد هدأت الأوضاع بالكامل». وأضاف أنه «كان الجيش في القاعدة، ولم يكن هناك تبادل لإطلاق النار مع المسلحين»، فيما أفادت مصادر روسية بأنّه بعد سيطرة المعارضة المسلحة على المدينة، «تم عزل قاعدة حميميم في اللاذقية». كذلك، قال مراسل للوكالة، لاحقاً، إنّه تمت إزالة العلم الموجود فوق مبنى السفارة السورية في موسكو.
بدورها ، قالت وزارة الخارجية الصينية، أمس، إن الصين تراقب عن كثب تطورات الوضع في سوريا، وتأمل في استعادة الاستقرار في أقرب وقت ممكن. وممّا جاء في بيان الخارجية: «ساعدت الحكومة الصينية بنشاط المواطنين الصينيين الراغبين في مغادرة سوريا بأمان وبشكل منظّم، وحافظت على الاتصال مع أولئك الذين بقوا في البلاد، وقدّمت إرشادات السلامة». وتابعت: «نحثّ الأطراف المعنية في سوريا على اتخاذ تدابير ملموسة لضمان سلامة المؤسسات والأفراد الصينيين في البلد»، مشيرةً إلى أنّه «في الوقت الحالي، لا تزال السفارة الصينية في سوريا تعمل وسنواصل بذل كل الجهود الممكنة لمساعدة المواطنين الصينيين المحتاجين»، علماً أنّ السفارة الصينية في دمشق كانت قد دعت مواطنيها إلى العودة إلى الصين أو مغادرة الأراضي السورية «في أسرع وقت ممكن».