وصف الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار مساعديه هذه اللحظة بأنّها فرصة تاريخية للشعب السوري الذي عاش لعقود تحت الحكم القمعي للأسد.
تسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إيجاد سبل للتواصل مع جماعات المعارضة السورية التي أطاحت بالرئيس بشار الأسد وتتواصل مع شركاء في المنطقة مثل تركيا للمساعدة في بدء دبلوماسية غير رسمية.
وفي حديثه خلال إفادة صحافية بوزارة الخارجية الأميركية، قال المتحدّث باسم الوزارة ماثيو ميلر إن واشنطن لديها عدد من الطرق للتواصل مع مجموعات مختلفة، واحدة منها تصنّفها واشنطن منظّمة إرهابية.
وأضاف ميلر "شاركنا في هذه المحادثات على مدى الأيام القليلة الماضية. وشارك الوزير نفسه في محادثات مع دول لها نفوذ داخل سوريا، وسنواصل القيام بذلك".
وتسعى حكومات في مختلف أنحاء المنطقة وكذلك في الغرب جاهدة إلى فتح اتصالات مع "هيئة تحرير الشام"، فصيل قوّات المعارضة الرئيسي في سوريا، وهي جماعة كانت متحالفة في السابق مع تنظيم "القاعدة" وتصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا والأمم المتحدة منظّمة إرهابية.
وأوضح أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أجرى اتّصالات هاتفية وتحدّث مع زعماء بالمنطقة وتحدّث مرتين خلال الأيام الأربعة الماضية مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
وتنشر تركيا قوات على الأرض في شمال غرب سوريا، وتقدّم الدعم لبعض فصائل المعارضة، بما في ذلك الجيش الوطني السوري، على الرغم من أنّها تعتبر "هيئة تحرير الشام" جماعة إرهابية.
وعندما سُئل ميلر عمّا إذا كانت الولايات المتحدة تتطلّع إلى التواصل مع زعيم "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، رفض الرد لكنّه لم يستبعد ذلك أيضاً.
وأردف ميلر "نعتقد أن لدينا القدرة على التواصل بطريقة أو بأخرى، مباشرة أو غير مباشرة، مع جميع الأطراف ذات الصلة".
في عام 2013، أدرجت الولايات المتحدة الجولاني على قوائم الإرهاب، قائلة إن تنظيم "القاعدة" في العراق كلّفه بالإطاحة بحكم الأسد وإقامة الشريعة الإسلامية في سوريا، وإن جبهة "النصرة" نفّذت هجمات انتحارية أسفرت عن مقتل مدنيين وتبنت رؤية طائفية عنيفة.
وفي واحدة من أكبر نقاط التحوّل في الشرق الأوسط منذ أجيال، أدّى سقوط نظام الأسد يوم الأحد إلى القضاء على معقل كانت إيران وروسيا تمارسان من خلاله نفوذهما في مختلف أنحاء العالم العربي. وفرّ الأسد إلى روسيا، بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية وأكثر من 50 عاماً من حكم عائلته.
ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار مساعديه هذه اللحظة بأنّها فرصة تاريخية للشعب السوري الذي عاش لعقود تحت الحكم القمعي للأسد، لكنّهم حذّروا أيضاً من أن البلاد تواجه فترة من المخاطر والغموض.
وتراجعت سياسة واشنطن تجاه سوريا في عهد إدارة بايدن على مدى السنوات الأربع الماضية إلى حد كبير، إذ اختارت واشنطن النظر إلى الحرب الأهلية باعتبارها قضية خاملة، بينما انشغلت بقدر أكبر بقضايا أكثر إلحاحاً مثل غزو روسيا لأوكرانيا وحرب غزة.
وعلى مدى العقد الماضي، حاولت "هيئة تحرير الشام"، المعروفة سابقاً باسم "جبهة النصرة"، تحسين صورتها وأدارت دولة شبه مستقلّة مركزها إدلب، حيث يقول خبراء إنّها فرضت ضرائب على الأنشطة التجارية والسكّان.
وأشار مسؤول أميركي كبير في إفادة صحافية يوم الأحد إلى أن الجماعة "تقول الأمور الصحيحة" في هذه المرحلة ولكن من السابق لأوانه الحديث عمّا سيحدث في سوريا.
ويزور مبعوث الولايات المتحدة لشؤون الرهائن روجر كارستينز بيروت في إطار جهود مكثّفة لمعرفة مكان الصحافي الأميركي أوستن تايس الذي ألقي القبض عليه في سوريا قبل 12 عاماً.