عاجل:

هآرتس: بالنسبة لاسرائيل الحرب انتهت..في غزة 2 مليون شخص ينتظرون الموت في كل يوم

  • ٩٠

هآرتس 15/12/2024، جاكي خوري


التقارير الحالية عن مفاوضات للدفع قدما بصفقة لاطلاق سراح المخطوفين، تتناول تعريف وقف اطلاق النار، مؤقت أو دائم، من اجل الدفع قدما بهذه الصفقة. بالنسبة لحماس وسكان قطاع غزة التعريف أمر مهم جدا. ولكن بالنسبة لاسرائيل هذه مفاهيم فارغة لا يوجد لها معنى مهم على المستوى العملي.

من ناحية الجمهور الاسرائيلي ووسائل الاعلام فان الحرب في غزة انتهت منذ زمن. في ايلول تم توجيه الانتباه الى لبنان. وعند الاعلان عن وقف اطلاق النار هناك فان اسرائيل فعليا لم تعد في حالة حرب.

لا يجب على المرء أن يكون خبير أو محلل عسكري ضليع كي يعرف أن القوة البشرية التي تشارك بالفعل في القتال في غزة وفي لبنان لم تعد تحد امام المنظومة الامنية. بالنسبة للجبهة الداخلية الوضع هو تطبيق لنظرية بن غوريون، التي تقول بأنه “يجب نقل المواجهة الى ارض العدو”. هذا هو الوضع في قطاع غزة وفي جنوب لبنان وفي هضبة الجولان السورية.

منذ بضعة اشهر تقريبا لا يوجد أي تهديد بالصواريخ على المستوطنات الاسرائيلية في غلاف غزة، وكثيرون عادوا الى العمل الروتيني أو بدأوا في اعادة الاعمار. حركة التجارة في المنطقة مفعمة والعمل يجري. ستمر فترة طويلة الى أن تشفى الجراح النفسية للمصابين والعلائات الثكلى، هذا اذا شفيت. ولكن يجب الاعتراف بأن من يده ليست في النار يكون مهتم اقل. هذه ليست قضية وطنية

الوضع مشابه في الشمال. هناك بدأوا يعودون الى روتين الحياة، وبدأت عملية اعادة الاعمار. لا يمكن تجاهل الصعوبات والاضرار، لكن الحرب بكل ألمها انتهت. الجرح الوحيد الذي بقي مفتوحا هو المخطوفين. اذا عادوا، بصفقة أو بدون صفقة، فان الاحتفال في اسرائيل يكون انتهى. الحرب ما زال يشعر بها على جلودهم الفلسطينيون في قطاع غزة. هناك اكثر من 2 مليون مواطن في القطاع بقوا بدون أي شيء. حجم الدمار غير معقول. تقريبا لا يوجد أي مبنى سليم. ورغم ذلك اسرائيل ما زالت تقصف كل يوم وعدد القتلى يزداد وقد اقترب من الخمسين ألف شخص. عمليا، عدد القتلى يمكن أن يكون اعلى، لأنه يوجد من ليسوا مسجلين في قاعدة بيانات وزارة الصحة، أو أنهم ما زالوا تحت الانقاض.

الحرب في القطاع تجاوزت كل مستوى اجتازه الفلسطينيون في التاريخ الحديث. كل الكوارث التي كانت من نصيبهم منذ 1948 تجمعت في القطاع في السنة الاخيرة. القتل، الذبح، الطرد، اللجوء، التطهير العرقي، شرعنة الطرد، أو بكلمات مغسولة التشجيع على الهجرة

معظم سكان غزة، اكثر من 2 مليون نسمة، ينتظرون الموت كل يوم. هذا يمكن أن يكون موت سريع بسبب القصف، أو موت بطيء بسبب الجوع أو المرض. ايضا الشجار على كيس طحين أو اطلاق النار لسارق يمكن أن تزهق حياة مواطن.

في الوقت الذي فيه في اسرائيل بدأ الجهد يتركز على اعادة الاعمار فان الفلسطينيين في القطاع يديرون نضال من اجل الحياة في كل ساعة وفي كل يوم. الحوار حول صفقة تبادل الاسرى هو اقل اهمية من ناحيتهم. الحوار هو من سيموت اليوم ومن سيموت في الغد. التفكير بحماس والسلطة الفلسطينية، والى أي درجة مذنب يحيى السنوار ومحمد ضيف أقل اهمية

في الوقت الذي يتحدث فيه رئيس الحكومة عن حرب النهضة، فانها بالنسبة للفلسطينيين حرب بقاء. الحرب التي تخطط لها اسرائيل الرسمية ومن يقف على رأسها، الذين يملون الخطوة القادمة التي ستمكنهم من السيطرة لاجيال على الفلسطينيين في القطاع وفي الضفة الغربية. معظم الجمهور في اسرائيل يرد بالموافقة أو الصمت اللامبالي، لأن عملية نزع الانسانية عن الفلسطينيين نجحت. لا يهم ما يحدث في غزة، الحرب انتهت

المنشورات ذات الصلة