عاجل:

السوريون يستأنفون حياتهم.. انفتاح أوروبي وبيدرسون: التغيير كبير وهائل (الانباء)

  • ٦١

عاد عشرات الآلاف من طلاب المدارس والجامعات إلى مقاعد الدراسة أمس بعد أسبوع على سقوط النظام وفرار رئيسه بشار الأسد، فيما التحق الكثير من الموظفين بأشغالهم في المؤسسات الحكومية والخاصة، كما عادت فروع المصرف التجاري للعمل وبدأت بالجرد لتغذية الصرافات الآلية ووضعها في الخدمة، لاستئناف دورة الحياة.

ولأول مرة منذ عقود داوم الطلاب في مدارسهم من دون تحية العلم العسكرية، واستبدلوا علم البعث بعلم الثورة ذي النجمات الثلاث فوق سواري جميع المدارس وأزيلت كل الصور والشعارات العائدة للنظام البائد من فوق جدرانها، وتحول اليوم الأول إلى يوم احتفالي رددوا فيه أناشيد الثورة.

ومن المقرر أن يستأنف ميناء طرطوس عمله ونشاطه اليوم الاثنين، كما أكدت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن مطار دمشق الدولي سيعود للعمل اعتبارا من يوم الأربعاء، وسيتم تنفيذ رحلات داخلية تجريبية للتأكد من جاهزية العمليات.

ونشرت صحيفة «الوطن» السورية على صفحاتها في مواقع التواصل لبدء الدوام في مدارس محافظة حماة، موضحة أن الدوام متفاوت بين مدرسة وأخرى بحسب توافر وسائل النقل وأجورها. وأكدت أن نسب الدوام في مدارس حماة تراوحت بين 70 و90%.

وكان الحال كذلك في الجامعات التي رفعت علم الثورة، فما تحولت ساحاتها إلى تجمعات احتفالية وطالب طلاب جامعة البعث التي تحول اسمها إلى جامعة خالد بن الوليد، وبقية الجامعات الحكومة المؤقتة بالعمل للكشف عن مصير زملاء لهم أخفتهم الأجهزة الأمنية قسرا لمشاركتهم في الاحتجاجات التي اندلعت عام 2011 أو لمعارضتهم القبضة الأمنية التي كانت تفرضها على الشعب. ولأول مرة منذ عقود أقيمت صلاة الظهر في جماعة في الجامعات بعد أن كان أداؤها كفيلا بالقبض على صاحبها وسوقه إلى أفرع المخابرات.

وأصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قرارات جديدة نصت على تشكيل لجان مؤقتة لإدارة الجامعات السورية بعد إسقاط نظام الأسد.

وقررت الوزارة تكليف د.فواز شيحة برئاسة لجنة تسيير أعمال جامعة حلب، وفي جامعة دمشق، قررت الوزارة تشكيل لجنة لتسيير أعمال الجامعة برئاسة د.زياد عبود. كذلك، شكلت لجنة لتسيير أعمال جامعة اللاذقية برئاسة د.محمد أحمد الشيخ.

بموازاة ذلك، عادت الحركة للأسواق في المحافظات، لاسيما دمشق وحلب وحمص وحماة، وسط آمال في أن يؤدي تحسن سعر الليرة القياسي خلال الأيام الماضية أمام الدولار إلى انخفاض في الأسعار.

سياسيا، وبعد أسبوع على فرار الأسد، وصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية غير بيدرسون إلى دمشق، والتقى ممثلين عن الإدارة العامة الجديدة، حيث أمل أن «نرى نهاية سريعة للعقوبات على سورية وأن تنطلق فيها عملية التعافي قريبا».

ودعا بيدرسون إلى «العدالة ومحاسبة مرتكبي الجرائم»، مشيرا إلى أن هناك أزمة إنسانية هائلة وسورية بحاجة إلى مساعدات «إنسانية فورية إضافية»، داعيا الى ضمان زيادة تلك المساعدات. واعتبر أن التغيير الذي نشهده بعد سقوط الأسد كبير وهائل، وأن التغيير السياسي سيقوم به السوريون وهو مسؤوليتهم

وقال بيدرسون: إن العدالة «الموثوقة» ضرورية لتجنب الأعمال «الانتقامية»، ويجب أن تبدأ مؤسسات الدولة بالعمل بشكل كامل مع ضمان الأمن لها.

في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر أمس، أن أنقرة مستعدة لتقديم دعم عسكري للحكومة السورية الجديدة إذا طلبت ذلك. وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية، قال الوزير: «لدينا اتفاقات للتدريب والتعاون العسكري» مع بلدان كثيرة، مضيفا أن تركيا «مستعدة لتقديم الدعم اللازم إذا طلبت الإدارة الجديدة ذلك».

وشدد على منح القيادة الجديدة في سورية «فرصة»، مؤكدا «من الضروري أن نرى ما ستقوم به الإدارة الجديدة ونرى أنه من الضروري ان نمنحهم فرصة» لذلك في إشارة الإدارة العامة التي قادت فصائل المعارضة في هجوم «ردع العدوان» الذي انتهى بالإطاحة بالأسد. وقال غولر إن الإدارة الجديدة تعهدت «باحترام المؤسسات والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى». ووعدت بالإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بالأسلحة الكيميائية إلى المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية.

وفي مظهر جديد من مظاهر الانفتاح الأوروبي على السلطات الجديدة، تزور بعثة ديبلوماسية فرنسية دمشق غدا، للمرة الأولى منذ 12 عاما، حسبما أعلن وزير الخارجية جان نويل بارو في حديث مع إذاعة «فرانس إنتر».

وقال بارو إن هدف الديبلوماسيين الـ 4 الذين سيتم إرسالهم إلى سورية، سيكون «استعادة ممتلكاتنا هناك» و«إقامة اتصالات أولية» مع السلطات الجديدة و«تقييم الاحتياجات العاجلة للسكان» على المستوى الإنساني.

وسيعمل الوفد أيضا على «التحقق مما إذا كانت تصريحات هذه السلطة الجديدة المشجعة إلى حد ما والتي دعت إلى الهدوء، ويبدو أنها لم تتورط في انتهاكات، يتم تطبيقها بالفعل على الأرض».

وتابع بارو «لسنا غافلين تجاه السلطات الجديدة في دمشق، فنحن نعرف ماضي بعض هذه الفصائل الإسلامية»، موضحا أن فرنسا ستتابع الفترة المقبلة «بقدر كبير من اليقظة».

وقال «على المستوى السياسي، يجب على سلطات الأمر الواقع أن تفسح المجال أمام سلطة انتقالية تمثل جميع الأديان والطوائف في سورية، يمكنها قيادة سورية تدريجيا نحو دستور جديد وفي نهاية المطاف نحو انتخابات».

كما أكد المسؤول الفرنسي «نحن نعمل دون قيد أو شرط من أجل تعبئة المساعدات الإنسانية التي يجب أن تستمر في الوصول إلى السوريين الذين يحتاجون إليها»، بعد أن تسبب النزاع في «نزوح سكاني» كبير.

من جهتها، أكدت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أمس اهتمام الاتحاد الأوروبي في المساهمة بعملية بناء سورية وإعادة إعمارها، مشيرة إلى أن الاتحاد أكبر مقدم للمساعدات الإنسانية لسورية حاليا «ومستعد لفعل المزيد».

وأضافت كالاس في تصريح صحافي قبل اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الذي سيعقد اليوم الاثنين في بروكسل أن «سورية تواجه مستقبلا مليئا بالأمل لكنه يبقى غير مؤكد»، موضحة أن «الاستقرار في سورية والمنطقة مهم جدا لكل الفاعلين الإقليميين والدوليين».

‎وشددت على أن ثمة مبادئ يجب أن تتبعها القيادة السورية الجديدة تتمثل في «الاستقرار والسيادة وسلامة الأراضي السورية وتجنب التطرف وبناء المؤسسات ووحدة الحكومة التي يجب أن تشمل جميع المجموعات في سورية وأيضا المساءلة عن الجرائم المرتكبة».


المنشورات ذات الصلة