من جديد تصاعدت التحذيرات في العراق بعد استهداف القوات الأميركية قوات الحشد الشعبي في جرف الصخر التابع لمحافظة بابل، جنوب بغداد، مما أسفر عن مقتل وإصابة ثمانية أشخاص، بحسب مصادر أمنية وطبية. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله إن "الولايات المتحدة نفذت ضربة في العراق الثلاثاء الماضي دفاعاً عن النفس بعد ساعات من تنفيذ إسرائيل ضربة لـ'حزب الله' المدعوم من إيران في لبنان ومع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط".
بدورها أكدت "الحشد الشعبي" أن انفجاراً استهدف قوات تابعة للواء 47 ضمن عمليات الجزيرة. وأشار بيان لاحق إلى أن صواريخ عدة أطلقتها طائرات مسيرة استهدفت دوريتين لقوات الحشد الشعبي في بلدة جرف الصخر جنوب بغداد.
الحكومة العراقية من جانبها استنكرت على لسان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول الضربة الأميركية ووصفتها بـ"الجريمة النكراء والاعتداء السافر". وقال رسول في بيان إن "قوات التحالف الدولي أقدمت على جريمة بعد أن استهدفت مواقع تابعة للأجهزة الأمنية في شمال محافظة بابل". وأضاف أن الهجمات "تجاوزات خطرة وغير محسوبة النتائج من شأنها أن تقوض، وبدرجة كبيرة، كل الجهود وآليات وسياقات العمل الأمني المشترك لمحاربة 'داعش' في العراق وسوريا".
وتأتي الضربة العسكرية بعد ما يقارب الأسبوع على استهداف قاعدة عين الأسد التي تتمركز فيها قوات أميركية تقول عنها الولايات المتحدة إنهم مستشارين يقدمون المشورة والدعم للقوات المسلحة العراقية، فيما جاءت الضربة العسكرية وسط توتر تشهده منطقة الشرق الأوسط نتيجة العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل في كل من غزة ولبنان.
ويبدو أن الجولة الثانية من محادثات حوار التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والعراق والتي اختتمت الأسبوع الماضي وبحثت العلاقة الأمنية بين الطرفين لم تستطع إيقاف الصراع الدائر بين الفصائل المسلحة العراقية وواشنطن.
ويؤشر عدد من المراقبين الأمنيين والسياسيين إلى أن الصراع بين الفصائل المسلحة والولايات المتحدة سيستمر، محذرين من زيادة حدة الصراع إذا ما دخلت إسرائيل على خط المواجهة.
ويرجح مدير مركز الجمهوري للدراسات الأمنية والاستراتيجية معتز محيي عبدالحميد استمرار الضربات المتبادلة بين القوات الأميركية والفصائل المسلحة العراقية، محذراً من اتساع المواجهات لتدخل إسرائيل على خط المواجهة.
وقال عبدالحميد "بعد الضربة الأميركية ضد قوات الحشد الشعبي لم يصدر بيان حكومي عن الخطوات المقبلة لذلك نحن أمام إشكالية بدأ المفاوضات بين بغداد وواشنطن لإخراج قواتها في وقت تؤكد فيه جميع التقارير أن الولايات المتحدة لن تخرج من العراق بسهولة ولذلك هذه المحادثات هي مضيعة للوقت فالقوات الدولية موجودة في قاعدة الأسد وأربيل".
وأكد مدير المركز الجمهوري للدراسات الأمنية والاستراتيجية أن الحكومة العراقية لديها ورقة للتهدئة باعتبار أن لديها مشروعاً يتضمن إخراج القوات الأميركية عبر محادثات جارية، لكن هذا الأمر مرتبط بسقف زمني وموقت لبغداد، فالجميع يعلم ومن ضمنهم الفصائل أن الجنود الدوليين لن يغادروا بلاد الرافدين بسهولة.