عاجل:

من داخل القاعدة الجوية الروسية في سوريا .. هدنة هشة مع من قصفتهم ذات مرة (الغارديان)

  • ١٩

إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل 

منذ أكثر من أسبوع بقليل كانت الطائرات الروسية تقلع من قاعدة حميميم الجوية متجهة إلى شمال سوريا لإلقاء القنابل على جماعات المتمردين، وهذا الأسبوع يتفاوض الروس مع نفس الفصائل التي تسيطر الآن على البلاد.

قال الممثل عن الجيش الروسي في القاعدة: "نحن نشعر بالأمان ونأمل في إقامة علاقات ودية مع الحكومة الجديدة بمجرد أن تصبح حكومة شرعية .. لا يقوم أي من الطرفين بأي استفزاز والأمور على ما يرام".

كان مقاتلو هيئة تحرير الشام يحرسون بوابات القاعدة الجوية وقال أبو خليل وهو مقاتل من الهيئة يبلغ من العمر 26 عاماً ويحرس القاعدة الجوية: "كنا نشعر بالخوف كلما سمعنا صوت طائرة روسية والآن أصبح الأمر عادياً". وفي الخارج كان الجنود الروس لا يزالون يتجولون في بلدة حميميم ويتسوقون من المتاجر التي كُتبت لافتاتها باللغة الروسية.

وبحسب مسؤول مطلع من هيئة تحرير الشام فإن الهيئة وروسيا يقومان ب"الخطوة الأولى" في المفاوضات حول ما إذا كانت روسيا ستحتفظ بقواعدها العسكرية في سوريا ووصف الجانبان أجواء المفاوضات بالإيجابية.

وعلى الرغم من اعتراف مسؤول هيئة تحرير الشام بدور روسيا في "قصف المدنيين الأبرياء" في سوريا إلا أنه يبدو أن الجماعة المتمردة تتخذ نهجاً براغماتياً تجاه علاقاتها مع القوى الأجنبية حيث قال المسؤول في الهيئة إنه لن تكون هناك "خطوط حمراء" في المفاوضات مع الروس وسنراعي "المصالح الاستراتيجية وليس الأيديولوجية".

يبدو أن الهدف الأساسي للهيئة هو إقامة علاقات اقتصادية وسياسية جيدة مع روسيا والقوى الدولية الأخرى لإضفاء الشرعية على حكومة الثوار الجديدة.

ولتحقيق هذه الغاية وفرت هيئة تحرير الشام الأمن للقوات الروسية أثناء نقل الآليات والأفراد من قاعدة T4 الجوية في حمص إلى قاعدة حميميم الجوية وميناء طرطوس.

وأكد الممثل العسكري الروسي أن القوات لم تنسحب من سوريا بل أعادت تمركزها فقط في انتظار أن تتخذ الرئاسة الروسية قراراً بشأن ما يجب القيام به بعد ذلك.

تبدو هيئة تحرير الشام راغبة في طي صفحة الماضي الدموي للحرب الأهلية السورية والتركيز على إخراج سوريا من حالتها الإنسانية البائسة وهذا ما أكده المسؤول في الهيئة: "نحن مجبرون على إصلاح العلاقات فالبلد ميت والناس فقراء للغاية .. يحاول الناس جاهدون وقف إراقة الدماء ويرغبون في بناء حياة جديدة والمضي قدماً ".

المنشورات ذات الصلة