تصوير: عباس سلمان
قال الرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أنّ سقوط النظام السوري، هو انتصر لكمال جنبلاط والشّعب السّوري والحرّيّة في لبنان وسوريا، كما أنه انتصر للصّحافي الرّاحل سمير قصير، معتبرا أنه "لا يمكن إلّا أن نتعاطى بإيجابيّة وانفتاح مع النّظام السّوري الجديد".
وأشار جنبلاط، خلال اجتماع استثنائي للهيئة العامّة للمجلس المذهبي لطائفة الموحّدين الدّروز، في دار الطّائفة في بيروت، "أنّنا نريد سوريا ديمقراطيّة ومتعدّدة ومتنوّعة، يقرّر أهلها مستقبلها، ونحن نحترم الخصوصيّات السّوريّة وسنساعد من بعيد أو من قريب عند الضّرورة".
لافتًا إلى أنّ "المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون تحدّث عن شيء غريب وهو القرار الممي 2254، كأنّه يقول لنعيد الرّئيس السّوري السّابق بشار الأسد ولنسقط الحكم، وأعتقد أنّ هذه بدعة يريدها بعض الأجانب لأغراضهم الخاصّة، والمشبوهة أحيانًا".
وأوضح "لست متخوّفًا مثل بعض الصّحافة الأجنبيّة، من حكم أصولي إسلامي في سوريا، ولا أوافق على هذا الأمر. فلنعطِ الشّعب السّوري الّذي خرج بعد 61 عامًا من السّجن الكبير، فرصة للتنفّس".
من جانبه قال شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى، في كلمته، "في لبنانَ انطوى المشهدُ بالأمس القريب على دمٍ ودمار وما يُشبه الانهيار، ولكنّه أسفر عن اتّفاقٍ أوقفَ آلةَ الحربِ والقتل والتدمير؛ الأمرُ الذي يوجب على الدول الكبرى المعنية والأممِ المتّحدة الضغطَ على العدوّ الإسرائيلي لتطبيقِه وعدمِ خرقِه، وعلى الدولة اللبنانية وقيادةِ المقاومة الالتزامَ باحترامِه وعدمِ السماحِ بتجاوزِه، وعلى جميع القوى السياسية مؤازرةَ الدولة في نهوضِها وتحمُّلَ المسؤولية الوطنية في القيام بالواجب الدستوري لانتخاب رئيسٍ للجمهورية دون أي مماطلة، إيذاناً بالبدء بانطلاق ورشة استعادة قرار الدولة وبناء مؤسساتها".
وتابع "وفي سوريا انطوى المشهدُ أخيراً على انتصارٍ تاريخيٍّ على نظام القهر والتطاول على الشعب السوري الشقيق وعلى لبنانَ وشعبِه، انتصارٍ يوجبُ التهنئةَ والمبارَكة لأبناء سوريا الذين تحرّروا من السجن الكبير بعد سنواتٍ طويلة من النضال وسنواتٍ أطولَ من تحمُّل الظلمِ والإهانة".
وأضاف "لكنّ هذا الانتصارَ يحتاجُ إلى تعاونٍ وتبصُّرٍ من الجميع، وفي مقدَّمتِهم قيادةُ الثورة والمرجعياتُ الدينية وقادةُ المجتمع، من أجل استثمار هذا الإنجاز التاريخي في ما يخدمُ وحدةَ سوريا وتحقيقَ نهضتِها وتثبيتَ دورِها التاريخي في قلب الأمّة، بدءاً بمحاصرة الفوضى وإنجاز الفترة الانتقالية بأكبر قدرٍ ممكن من التفاهم والتعاون، وترسيخ أسس العدالة والمساواة واللاطائفية في دستور البلاد الذي نأمل أن تشتركَ في إعداده جميعُ مكوِّنات الشعب السوري دون استئثارٍ أو استبعاد، وكذلك في التأكيد على وحدة سوريا والتمسُّك بهويتها العربية التاريخية، وهذا ما بدت تباشيرُه المُطَمْئِنة من قبل قيادة الثورة، وما نرجو أن تستمرّ خطواتُه التالية بحكمةٍ وانفتاحٍ وجديّة في مسيرة إعادة قيام الدولة".