هآرتس 20/12/2024، يئير لبيد: فقط حكومة وسط ستجلب صفقة سعودية
الصفقة السعودية هي اللعبة الأكثر أهمية الوحيدة في الملعب السياسي.
فقط تحالف إقليمي بإدارة أمريكية – سعودية – إسرائيلية يمكنه أن يقترح حكم بديل في
غزة، وبناء جبهة امام ايران ومشروعها النووي، واشتراط اعمار لبنان وسوريا بترتيبات
امنية ثابتة ووضع أفق للقضية الفلسطينية، الذي سيوقف انهيار مكانتنا الدولية.
“اتفاق التطبيع” هو حالة نادرة،
فيها فكرة منظمة واحدة تحل عدة مشاكل أمنية استراتيجية. في نفس الوقت تخلق افق
سياسي وفرص اقتصادية مثيرة في منطقة كاملة. هذه الصفقة هي المرساة الرئيسية
للبرنامج السياسي الذي قمت بطرحه مؤخرا، وهو احد الأمور القليلة التي تتفق عليها
كل من إدارة بايدن وإدارة ترامب. باستثناء المتطرفين الذين سيطروا على الحكومة،
فان الجميع يعرفون أن هذه الصفقة حيوية لأمن واقتصاد إسرائيل.
هذه الصفقة يمكن أن تحققها فقط حكومة وسط في إسرائيل لسببين: من اجل
تحقيق الصفقة، التي المركب الأساسي فيها هو حلف الدفاع بين أمريكا والسعودية، فان
الإدارة الامريكية تحتاج الى اغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ. أي أنه إضافة الى
أصوات السناتورات في الحزب الجمهوري هي تحتاج الى صوت 15 سناتور في الحزب
الديمقراطي (اذا لم يعارض الانفصاليون في الحزب الجمهوري).
المشكلة هي أن الديمقراطيين في مزاج سيء تجاه حكومة اليمين المطلقة.
القيادة الديمقراطية تكره بشكل علني بنيامين نتنياهو، ولا توجد لها أي مصلحة في
مساعدة حكومته والتعرض للادانة بسبب ذلك في قاعدتها. فقط حكومة وسط في إسرائيل
يمكن أن تعمل الى جانب إدارة ترامب، الذي معه توجد لنا الآن علاقات جيدة ودافئة،
أيضا يمكن جلب أصوات الديمقراطيين المطلوبة من اجل تمرير الصفقة في مجلس الشيوخ
ومجلس النواب.
السبب الثاني هو العامل الفلسطيني. الحكومة الحالية غير قادرة على
إعطاء السعودية حتى القليل مما تطلبه في المسألة الفلسطينية – تعاون رمزي للسلطة
في إدارة قطاع غزة، والاعلان بأن إسرائيل ستقوم بوقف كل الهذيانات الخطيرة حول ضم
المناطق، رغم أنها تخلت عن إمكانية الانفصال في المستقبل عن الفلسطينيين على أساس
حل الدولتين.
يمكن تقييد هذا القليل بشروط غير بسيطة يجب على الفلسطينيين تحقيقها.
ولكن في الحكومة الحالية لا يوجد من يمكن التحدث معه. ايتمار بن غفير وبتسلئيل
سموتريتش والفرع المزدهر لحزب قوة يهودية، الذي نما في الليكود، سيستمرون في قول
“لا” لأي اقتراح. والحريديون سيواصلون التساوق مع شارعهم.
حكومة وسط في إسرائيل في المقابل يمكن أن تطرح امام الأمريكيين
والسعوديين عدة شروط صعبة وواقعية من اجل التقدم. هي ستتأكد من أنه لن يكون للسلطة
الفلسطينية أي صلة بالشؤون الأمنية في غزة، وأن أي تقدم سياسي سيكون مشروط بإصلاح
شامل في مناهج التعليم الفلسطينية وفي مكافحة الإرهاب.
هذه عملية تستغرق سنوات، فيها عبء الاثبات سيكون على السلطة
الفلسطينية. في هذه السنين يمكن العمل مع شركاء اقليميين أقوياء من اجل اسقاط
النظام في ايران والقضاء على مشروعها النووي والتأكد من أنه تشكلت في غزة قيادة
بديلة لحماس، وترسيخ الحدود في سوريا ولبنان والبدء في بناء اتفاقات سياسية ثابتة
معهما.
اتفاق التطبيع مع السعودية هو “الكأس المقدسة” للسياسة الإسرائيلية.
والطريقة الوحيدة من اجل التوصل اليه هي حكومة وسط.