إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
يَتجاذب الخوف والأمل المشهد في سوريا بعد سقوط الأسد، فبينما تتولى الجماعة الإسلامية زمام الأمور في توجيه عملية الانتقال السياسي في البلاد، بدأت الحكومات الغربية في إعادة الانخراط مع سوريا.
ولكن لا يزال هناك الكثير من الغموض، ففي يوم الخميس تظاهَر مئات السوريين في قلب دمشق مطالبين السلطات الجديدة ذات الصلة بالإسلاميين بالحفاظ على دولة علمانية شاملة، بينما يستعد الأكراد لمعارك محتملة مع الميليشيات المدعومة من تركيا، كما تعرضت الأقلية العلوية إلى هجمات انتقامية وعمليات قتل على أيدي جماعات المعارضة.
يرى محللون أنه مثلما كان عام 1989 إيذانًا بنهاية الشيوعية في أوروبا فإنّ هروب الأسد إلى موسكو يشير إلى زوال أيديولوجية المقاومة المعادية للغرب وإسرائيل في الشرق الأوسط، ويبدو الآن أن إسرائيل هي التي ترسم جدول أعمال الشرق الأوسط حيث حطّمت" حزب الله" وحماس، وأذلّت إيران، وأعادت تأكيد قدرتها على تشكيل السياسة والأمن في الشرق الأوسط، كما تبذل جهود ًادبلوماسية للتقارب مع الممالك في الخليج، وخاصة السعودية والإمارات.
يحتلّ وكلاء تركيا موقعاً متقدماً في دمشق، وقد وصف ترمب الثورة السورية بأنها "استيلاء غير ودّي" من قبل تركيا، وهي رواية رفضتها أنقرة على لسان وزير خارجيتها هاكان فيدان بقوله: "لن نسمّيها استيلاء بل هي إرادة الشعب السوري". كما أن دعم تركيا التاريخي للأحزاب المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين يشكل مصدر قلق لمصر والإمارات، وكذلك إسرائيل التي تأزمت علاقاتها مع تركيا منذ بداية الحرب على غزة، وقد تتصادم الطموحات المتنافسة لأردوغان ونتنياهو بسهولة في سوريا وتحوّلها إلى ساحة معركة للقوى الإقليمية، لأنّ السعودية ودول الخليج أيضاً لديها مصالح على المحك هناك.
وعلى رغم أن النظام في طهران قد يكون ضعيفًا، إلا أنّ خصومه يجب أن يكونوا حذرين لأنّ التصعيد العسكري من قبل إسرائيل ضد إيران قد يخرج عن السيطرة، حيث ستردّ إيران بشن هجمات على منشآت شحن وإنتاج النفط في الخليج، ما سيؤدي إلى أزمة طاقة واقتصاد عالمية، وقد تقرر إيران أيضاً تطوير سلاح نووي ما سيؤدي إلى اندلاع حرب مع إسرائيل والولايات المتحدة. يعتقد المحللون أن إيران قد تحاول بحذر أن تشقّ طريقها من جديد في سوريا مُستغلة الفراغات الأمنية والاضطرابات المحتملة بين الأقليات العرقية، فهي تتراجع بضع خطوات إلى الوراء لتقرر كيفية التعامل مع هذا الوضع الجديد.