إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل
كانت تركيا هي "شريكة" إسرائيل في الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد وليس الولايات المتحدة حيث أطلق اردوغان العنان لهيئة تحرير الشام التي ترعاها تركيا مع قطر لقيادة الحملة على دمشق.
سيتأثر مستقبل سوريا بإسرائيل وتركيا جداً فهما ليستا صديقتين ولكن لكل منهما مصالح أمنية وطنية في سوريا، فقبل أن يأمر نتنياهو بتحطيم العتاد العسكري السوري كانت سوريا تمثل منذ عقود أكبر تهديد تقليدي مباشر لإسرائيل، وبفضل الأسد كانت سوريا أيضاً طريق الإمداد الرئيسي لحزب الله.
لدى أردوغان فكرة إحياء الخلافة العثمانية كما أن لديه علاقات وثيقة مع قطر والجماعات الجهادية السنية في المنطقة مثل حماس والجهاد، والتي قد تنجذب هي نفسها الآن أكثر نحو أنقرة مع انحدار إيران، ولكن أولوية اردوغان القصوى هي إنهاء فكرة إقامة منطقة حكم ذاتي كردية في شمال سوريا، وهناك مؤشرات الآن على أنه يستعد لشن هجوم كبير ضد الأكراد السوريين.
لقد انسحبت إيران من سوريا لكنها لن تتخلى عن مخططاتها، وربما تسعى إلى إقامة علاقة طويلة الأمد مع الحكومة الجديدة أو تعمل على زعزعة استقرارها.
يمكن أن تستلهم جماعات المعارضة الإسلامية في الأردن من استيلاء الجولاني على السلطة، وممكن أيضاً أن تضع هيئة تحرير الشام في سوريا نصب أعينها على الأردن، وعلى الرغم من أن هذا الطموح ربما يكون معلقاً مؤقتاً إلا أنه من المرجح أن يعود إلى الواجهة مع مرور الوقت، كما أن إيران تعمل منذ فترة طويلة على زعزعة استقرار الأردن، وبعد خسارة سوريا سيصبح ذلك الآن أولوية قصوى لديها، ولكن في الوقت الذي تتطلع فيه إيران إلى إسقاط الملك، أصبح النظام الإيراني نفسه أكثر عرضة للخطر لأن المعارضة هناك قد تصبح الآن أكثر جرأة بسبب مزيج من ضعف طهران على يد إسرائيل وإلهام الثورة غير الدموية في سوريا، وإذا ما أطلقت إدارة ترمب القادمة يد إسرائيل لتدمير البرنامج النووي الإيراني في الأشهر المقبلة، فقد يصبح ذلك نقطة التحول التي تؤدي إلى تغيير النظام في طهران.
وعلى غرار سقوط الأسد ستكون نهاية النظام الإيراني مكسباً صافياً لأمن الشرق الأوسط، ولكن صعود أردوغان بأجندته الإسلامية الخاصة يمكن أن يتطور إلى التحدي الرئيسي التالي لهذه المنطقة المضطربة.