عاجل:

الغارديان: الأردن في محاولة أخيرة لمنع إيران من الانتقام لمقتل هنية

  • ٦٥

ايست نيوز ـ باسم اسماعيل

يبدو أن الفشل هو مصير هذه الزيارة النادرة لوزير خارجية الأردن إلى طهران نظراً لإصرار إيران على القيام برد حاسم. ففي محاولة أخيرة لإقناعها بالعدول عن مهاجمة إسرائيل رداً على اغتيال إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي قام وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بزيارة إلى إيران.

هذا ويواجه الأردن الذي يعتبر حليف الغرب والذي يقطنه عدد كبير من السكان الفلسطينيين توازناً صعباً في ظل دعوات داخلية لقطع العلاقات مع تل أبيب والتوقف عن حمايتها بعد أن أسقط الأردن صواريخ إيرانية استهدفت إسرائيل في وقت سابق من هذا العام.

ويبدو أن هذه الزيارة محكوم عليها بالفشل نظراً لأن إيران أصرت يوم الأحد على أنه لا مجال للمساومة وأنها ستقوم برد حاسم على عملية الاغتيال. وقد أصر الصفدي بعد اللقاء على أنه لا يحمل رسالة إلى إسرائيل أو منها وقال إنه سيلتقي أيضاً الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان وسيكون أحد مخاوفه هو تعرض الأردن نفسه لهجوم من قبل إيران إذا ما ساعد الأردن في الدفاع عن إسرائيل من الهجمات الإيرانية.

ففي الهجوم الإيراني السابق على إسرائيل في شهر نيسان أسقط الأردن بعض الصواريخ الإيرانية التي كانت تحلق فوق مجاله الجوي مصراً على أنه لن يسمح بأن تصبح بلاده ساحة معركة لصراعات أخرى كما أنه منح البحرية الفرنسية الإذن بنشر راداراتها.

لكن المملكة تواجه أيضاً مظاهرات حاشدة دعماً لغزة وهي أيضاً غاضبة من نتانياهو لاغتياله هنية فيما أدانته ووصفته بأنه "جريمة تصعيدية وانتهاك صارخ للقانون الدولي". وقد رفضت إسرائيل التعليق رسميًا على اغتيال هنية إلا أن دورها معترف به على نطاق واسع. كما أن أكثر من نصف سكان الأردن من الفلسطينيين أو من أصل فلسطيني.

وتصر إيران على أن عملية الاغتيال قد تجاوزت الكثير من الخطوط الحمراء وتدعو إلى عقد اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي حيث ستضغط طهران على دول الخليج العربي بما فيها السعودية والإمارات  لتبني عقوبات ضد إسرائيل.

زيارة الصفدي إلى إيران هي أول زيارة لوزير خارجية أردني لإيران منذ عقدين من الزمن وتعكس فشل مكالمة هاتفية بين الجانبين في إيجاد حل دبلوماسي.

وقد كانت إدانته لمعاملة إسرائيل للفلسطينيين واضحة بشكل ملفت للنظر في الأشهر الأخيرة حين قال: "إن الحكومة الإسرائيلية تتصرف بطريقة تعكس عنصريتها وتطرفها ورفضها لحق الفلسطينيين في العيش كأي شعب آخر على هذه الأرض". لكن الأردن يعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة في أمنه وسينضم مجددًا إلى تحالف نيسان لتقليل تأثير أي اعتداء إيراني.

كما يدور نقاش حيوي في طهران بين دبلوماسيين وسياسيين سابقين حول كيفية الرد بطريقة لا تصب في مصلحة نتنياهو. ويبقى القرار النهائي بيد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والمشورة التي يقدمها الحرس الثوري الإسلامي.

وتفترض معظم التعليقات في طهران أن هجوم نتنياهو كان يهدف إلى تقويض الحكومة المنتخبة حديثًا برئاسة الزعيم الإصلاحي مسعود بيزشكيان والتي تسعى لسبر علاقات أفضل مع الغرب. هذا وقد تعهدت إسرائيل بقتل جميع قادة حماس بعد هجمات 7 أكتوبر ولدى أجهزة مخابراتها تاريخ في تنفيذ عمليات قتل سرية داخل إيران.

واهتمت إيران أيضًا بتقارير وسائل الإعلام الأمريكية التي أفادت بأن جو بايدن وبّخ نتنياهو في مكالمة هاتفية يوم الخميس لأنه ضلله بشأن خططه لاغتيال هنية الذي كان أيضًا كبير مفاوضي حماس في محادثات وقف إطلاق النار.

كما تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية على نطاق واسع تقارير تشير إلى أن قادة الاستخبارات والدفاع أخبروا نتنياهو أنهم لا يستطيعون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وفق المعايير التي حددها لهم.

لكن هناك شكوك في طهران بأن إحباط بايدن من القيادة الإسرائيلية سيؤدي إلى أي ضغط فعال على نتنياهو لمنح مفاوضيه شروط تفاوض أكثر مرونة.

لم تحرز المحادثات في نهاية الأسبوع أي تقدم حيث دعا رئيس البرلمان الإيراني محمد قاليباف إلى رد إيراني حاسم.

لا يزال بيزشكيان في طور تشكيل حكومته لكنه عيّن جواد ظريف نائبًا له للشؤون الاستراتيجية وهو منصب قد يمنحه نفوذًا أكبر مما كان عليه عندما كان وزيرًا للخارجية.

يؤيد ظريف بشدة زيادة التواصل مع الغرب كما أنه ساعد في إتمام المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 وأيضاً لديه خبرة طويلة بالقوى داخل إيران التي ستسعى إلى تقويض عمله.

كما أن النقاش الداخلي في إيران حول الرد العسكري الصحيح قد تضمن أيضاً نقاش مرير في كثير من الأحيان حول ما إذا كانت أجهزة الاستخبارات الإيرانية قد اختُرقت من قبل الموساد أو أنها كانت غير كفؤة بشكل مؤسف.

التفسير الرسمي للحرس الثوري الإيراني هو أن هنية قُتل بـقذيفة قصيرة المدى أُطلقت من خارج مكان إقامته في شمال طهران.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قد قال للصحفيين في وقت سابق: "لم يكن هناك أي هجوم جوي إسرائيلي آخر في كل الشرق الأوسط في الليلة التي قُتل فيها فؤاد شكر في لبنان".

ويختلف تفسير الحرس الثوري الإيراني عن الادعاء بأن قنبلة وضعت في غرفة نوم هنية قبل شهرين ثم تم تفجيرها عندما جاء إلى طهران لحضور حفل تنصيب بيزشكيان. ويتطلب أي من التفسيرين مستوى من المعرفة حول ترتيبات نوم هنية الدقيقة في طهران لأن شقته فقط هي التي تم استهدافها.

تعيش طهران حمى من  الشائعات تتحدث عن خيانة أجهزة الاستخبارات الإيرانية بما في ذلك التقارير التي نفت اعتقال حسن كرمي قائد الوحدات الخاصة "فراجا" بتهمة التجسس. وقال أبو الفضل زهرواند عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني: "إسرائيل لديها شبكة نفوذ داخل طهران وإيران ويتعاون معها عناصر شريرة قالوا بأنهم ضمن شبكة الموساد".

إن التفسيرات المتضاربة حول أسباب وفاة هنية تعكس رغبة مختلف أجهزة الاستخبارات الغربية والإيرانية وكذلك بعض الصحف في التقليل من شأن خصومها.


المنشورات ذات الصلة