آراء حرة
بقلم الدكتور نزار دنددش
إنخفاض مبيعات الأسلحة الأميركية الى 138 مليار دولار ، أي بنسبة 21%. توقّعوا المزيد من الحروب عما قريب". كان هذا توقعاً صغتُه على شكل منشور على صفحتي في الفيسبوك قبل ثلاث سنوات، أي قبل "غزوة" السنوار بسنة وعشرة اشهر، تلك الغزوة التي كان ما تلاها شبيهًا بما تلا تدمير البرجين في الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك من شنّ حروب مدمّرة واحتلالِ دولٍ وتغيير أنظمة حاكمة.
قبل ثلاث سنوات توقّعتُ حدوث حروب كي تعوّض شركات تصنيع الأسلحة عن الانخفاض في مبيعاتها، ولا همَّ عند الشركات من سيدفع ثمنها، أكانت الدول الصديقة ام الدول المعادية !
انّ ما يؤكّد صحة توقعي هو انّ الحرب التي ما زالت دائرة في منطقتنا تدمّر ما استطاعت من أسلحة، ولو كانت نائمة في مخازنها. فتدمير الأسلحة يخلق الحاجة الى تصنيع البدائل ويوفّر الفرصة للصناعات العسكرية كي تعمل بوتيرة اسرع واوسع. ويُلاحظ ان هناك أسلحة جرى ويجري جَمعها وتدميرها بهدوءٍ على الأرض بعد السيطرة عليها، مع انه بالامكان اغتنامها ونقلها سالمة الى اي مكان.
ويَترافق ذلك مع تركيزٍ إعلامي على فعالية الاسلحة الحديثة، وخصوصًا أسلحة الإشارة (جيل ما بعد الانترنت) كدعاية تسويقية لها كي يزداد الطلب عليها وتنتعش المصانع المعدة لتصنيعها.
ويُلاحظ ايضًا انّ الحرب التي ما زالت دائرة، وما زالت مرشحة للتوسّع والانتشار تركّز ايضًا على هدم الأبراج والبنايات الضخمة، إضافة إلى المنازل والمؤسسات، بما يوحي بأنّ لشركات اعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب دورًا في التحريض على ذلك وإلّا لَما كانت هذه الكثافة في الهدم، ولمَا كان هذا الانتشار للأهداف العسكرية الذي يوحي بأنّ هناك خطأ بريئًا او مُتعمّدًا في توزيع هذه الأهداف.
لو كان هذا الظنّ سابقًا لِما حصل في مجالاتٍ أخرى لكان ظنُّنا إثمًا، أما الآن فسيكون صَمتنا، لو صَمَتنا، هو الإثم !