عاجل:

الراعي في رسالة الميلاد: مُتفائلون بانتخاب الرئيس بعد فراغ مخزٍ خلافًا للدستور

  • ٢٣

 وجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي من كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، رسالة الميلاد بعنوان "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر"، الى اللبنانيين جميعًا والمسيحيين خصوصًا مقيمين ومنتشرين، في حضور مطارنة الطائفة، والرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات الكاثوليكية، ولفيف من الكهنة والراهبات، السفير جورج خوري، الدكتور انطوان زخيا صفير، وفد من المجلس العام الماروني برئاسة ميشال متى، البروفيسور أنطونيوس أبو كسم، إضافة الى حشد من الفاعليات والمؤمنين. 
بعد الصلاة المشتركة قال البطريرك الراعي في رسالته:
"المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر" (لو 2: 14).
نشيد الملائكة 
1 - عند مولد يسوع المسيح، مخلّص العالم وفادي الإنسان، أنشد الملائكة على مسمع رعاة بيت لحم: مجد الله في السماء، والسلام على الأرض، والرجاء في الإنسان. هذه معاني عيد الميلاد، أبادِل بها التهاني بالعيد باسم الأسرة البطريركيّة...
2. يتمجّد الله في السماء بابنه الأزليّ الذي صار إنسانًا في الزمن، مُرسلًا من الآب مخلّصًا للعالم، وفاديًا للإنسان، فيخلّصه بنعمته، ويفتديه بدمه، ويجعله ابن الله. 
وتسلّم الأرض السلام لكي يصنعه بنو البشر. فالسلام عطيّة سماويّة ثمينة، أخذت اسمًا على الأرض هو "المسيح سلامنا" (أفسس 2/ 14). هذا السلام مؤسّس على الحقيقة، ومبنيّ على العدالة، تنعشه المحبّة، وتجسّده الحريّة". والإنماء الشامل للإنسان والمجتمع هو الاسم الجديد للسلام، وطريق السلام يمرّ عبر الإنماء.
أمّا الرجاء ففضيلة إلهيّة متأصّلة في الإيمان، وتغتذي بالمحبّة. والرجاء صِلة وصل بين الإيمان والمحبّة، وبالتالي هي الفضيلة الأحبّ على قلب الله (Charles Péguy). فأصبحنا كمسيحيّين أبناء 
الرجاء وبناته. فلا قنوط أو يأس، مهما اشتدّت الظروف والأهوال. فكلّ ثقتنا نضعها في وعود المسيح، غير متّكلين على قوانا الذاتيّة بل على معونة نعمة الروح القدس . سيكون لنا في سنة اليوبيل 2025 كلام تأمّليّ في مرسوم الدعوة لقداسة البابا فرنسيس بموضوع "الرجاء لا يخيّب".

3 - أنشَد الملائكة هذا النشيد بعد بشرى الملاك لرعاة بيت لحم: "أبشّركم بفرحٍ عظيم يكون للعالم كلّه: لقد ولد لكم اليوم المخلّص، هو المسيح الربّ" (لو 2: 21-22). هذه البشرى بفرح عظيم هي أساس المجد في السماء، والسلام على الأرض، والرجاء لبني البشر. هي بشرى عمرها ألفا سنة، لكنّها بشرى تتجدّد كلّ يوم وفي كلّ مكان وزمان، ولكلّ شعب من شعوب الأرض. ولا شكّ في ذلك، فالمسيح هو مخلّص العالم وفادي الإنسان. هذه هي الرسالة التي نحملها إلى العالم كمسيحيّين، وهي أساس الثقافة المسيحيّة. 
4 - إنّكم بمعظكم تمتلكون مدارس وجامعات، صروحًا ثقافة مسيحيّة. وتعلمون أنّ ثمّة رباطًا لا ينفصم بين كلمة الله والكلام البشريّ، الذي به يتواصل الله معنا. من هنا العلاقة بين كلمة الله والثقافة. في الواقع، لا يكشف الله ذاته للإنسان بطريقة مجيدة، بل بتبنّي لغات وصور وعبارات مرتبطة بثقافات مختلفة.
5 - لا خلاص للبنان إلاّ بالعودة الى ثقافة الحياد الإيجابيّ الناشط، الذي يجعل منه ما هو في طبيعة نظامه السياسيّ، فيكون فيه جيش واحد لا جيشان، وسياسة واحدة لا سياستان، ولا يدخل في حروب ونزاعات أو أحلاف، بل يحافظ بقواه الذاتيّة على سيادة أراضيه ويدافع عنها بوجه كل معتدٍ، ولا يتدخّل في شؤون الدول...
6 - كتب الدكتور ايلي يشوعي بشأن الحياد. فاقتبس منه ما يلي: في الحياد، تَعايش الدول الحروب محايدة وتلتزم القرارات الدولية المتعلقة بالمسائل التجارية والمالية والاجتماعية، ولا تشارك في أي عمل عسكريّ، ولا تسمح بمرور القوّات الأجنبيّة او بإعداد عمليّات عسكريّة على أراضيها...
7 - نتطلّع بثقة وتفاؤل الى التاسع من كانون الثاني المقبل، وهو اليوم المحدد لانتخاب رئيس للجمهوريّة بعد فراغ مُخزٍ دام سنتين وشهرين، خلافًا للدستور، ومن دون أيّ مبرر لهذا الفراغ، سوى عدم الثقة بالنفس لدى نواب الأمة، بانتظار مجيء الاسم من الخارج. وهذا حَيف كبير. فإنّنا نضع حدث انتخاب الرئيس في إطار السنة المقدسّة 2025 التي دعا اليها قداسة البابا فرنسيس، ونتمنّاها لكم جميعًا سنة خير وبركات من نِعَم ميلاد الرب يسوع المسيح.
وُلد المسيح، هللويا".

بعدها، تقبّل الراعي التهاني بالأعياد المجيدة من الحضور.

المنشورات ذات الصلة