إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
"الجدران لها آذان" مقولة توارثها السوريون من جيل إلى آخر في المقاهي وسيارات الأجرة والأسواق وحتى في غرف معيشتهم حيث لم يكن بمقدورهم التحدث بحرية خشية أن تسمعهم مخابرات الأسد، وللإبقاء على قبضته زرع نظام الأسد الخوف في كل جوانب الحياة المدنية .. عمال النظافة في الشوارع .. جامعو القمامة .. وبائعو البالونات .. أي شخص يمكن أن يكون مخبراً.
في هذه البيئة من المراقبة طور السوريون شيفرة يمكنهم استخدامها بين أفراد العائلة والأصدقاء الموثوق بهم.
فإذا أرادوا التذمر من شيء ما كانوا يشيرون بإصبعهم إلى السقف قاصدين الحكومة، وإذا اشتبهوا في شخص ما بأنه مُخبر فإنهم يقولون: "هذا الشخص خطه جميل".
كانت كلمة "دولار" محرمة في الأماكن العامة لذلك كان الناس يشيرون إليه بـ"الأخضر" وبمجرد أن أدركت السلطات ذلك قام الناس بتغييرها إلى مصطلحات خضراء أخرى مثل البقدونس أو النعناع.
كان الاعتقال خوفاً سائداً لدى معظم السوريين فكانوا يشيرون إلى الذهاب إلى السجن بـ"الذهاب إلى بيت خالتك"، أما الضرب الأولي الذي يتعرض له الموقوف في المعتقل فكان يسمى "حفلة استقبال".
لم تقتصر اللغة المشفرة على المدنيين فقد استخدم نظام الأسد معجمه الشرير الخاص به فعند استدعاء شخص ما للاستجواب أو العقاب كانت المخابرات تدعوه إلى "كاسة شاي" أو "فنجان قهوة" إذا كان الأمر أكثر حدة.
ثم كان هناك المزيد من التهديدات الصدامية فعبارة "هل تعرف مع من تتحدث؟" كانت تُستخدم للدلالة على القرب من آل الأسد وكانت كفيلة أن تنهي أي محادثة.
ولكن حتى مع خروج الأسد من السلطة فإن عقوداً من الخوف تركت آثارها على السوريين الذين لا يزال الكثير منهم يعتقد أن هذا التحرر مجرد حلم.