عاجل:

"الهدنة في أوكرانيا طريقها مسدود".. لافروف يكشف عن تواصل روسي مع الحكومة الإنتقالية في دمشق: هناك من يرغب في تقسيم سوريا

  • ١٩٢

عقد وزير الخارجية سيرغي لافروف مؤتمرا صحافيا مع ممثلي وسائل الإعلام الروسية والأجنبية عرض فيه نتائج العام 2024، ومواقف روسيا تجاه القضايا الساخنة على مختلف الأصعدة، وذلك حسب "روسيا اليوم".

وأشار لافروف إلى أنه "لا يمكننا قبول حديث فارغ، الحديث عن التهدئة والهدنة يرغبون من خلالها كسب الوقت لإعادة تسليح أوكرانيا وغير ذلك. الهدنة طريق مسدود، نحن بحاجة إلى اتفاقات نهائية وقانونية يتم من خلالها تثبيت كافة الشروط لضمان أمن روسيا والأمن كذلك لجيراننا.يأتي ذلك من خلال نص مثبت وواضح يضمن عدم الانتهاكات والاختراقات. بما في ذلك عدم تمدد "الناتو"، بعد أن تمدد حتى حدودنا. والسبب في ذلك التصرفات العنصرية للنظام في كييف لا سيما بعد الانقلاب غير الشرعي بعد قمع كل ما هو روسي بما في ذلك الثقافة واللغة وحتى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية".

وأضاف "روسيا لا تقترح شروطا مسبقة، وإنما تثبيت وتعزيز ما تم الاتفاق عليه في السابق. فما قالوه من قبل بـعدم تمدد الناتو لم يلتزموا به. فهناك مبدأ تقرير المصير للشعوب، خاصة أن الحل الوسط هو ضمان وحدة وسلامة الدول التي تحترم حكوماتها حقوق تقرير المصير لكافة السكان الذين يعيشون على أراضيها. ولا سيما بعد  الانقلاب أعلن النظام في كييف قيام عملية عسكرية ضد سكان مناطق الدونباس".

وتابع قائلا "من ناحيتنا نتحدث مع أصدقائنا في الصين والبرازيل بشأن مبادراتهم للتسوية، والحديث ليس فقط عن مبدأ وحدة وسلامة الأراضي، وإنما أيضا عن حق تقرير المصير للشعوب".

كما أضاف"هناك عدم رغبة من سكان الدول الإفريقية على سبيل المثال أن تعيش تحت حكم المستعمرين، وهذا شأن سكان دونباس وزابوروجيا بأن لا يعيشوا تحت سلطة النازيين الذين سيطروا على الحكم في كييف".

كذلك اشار لافروف إلى أن"هذه المقاطعات التي باتت ضمن دستورنا أصبحت أمر واقع، ويجب التعامل مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة كلية وليس بانتقاء ما يناسب".

مشددا على أن "النظام في كييف لا يحترم اللغة الروسية ومنعوا الكنيسة الأرثوذكسية. لمن يرغب إيجاد تسوية للأزمة الأوكرانية يجب أن يبحث عن الأسباب الجذرية".

وأكد على أن "الرئيس الصيني شي جين بينغ يبحث عن الأسباب الرئيسية عن هذه الأزمة".

وتابع لافروف قائلا أنه "في ما يخص السيد كيلوغ ممثل الرئيس المنتخب دونالد ترمب بشأن أوكرانيا، فقد فشلت اتفاقيات "مينسك" ويقول إنها لن تتكرر، على السيد كيلوغ أن يتعمق في الأزمة الأوكرانية أكثر، حيث أن إتفاقيات"مينسك" لم تكن مجرد محاولة وإنما كانت اتفاقيات محددة وواضحة وتم إبرامها برعاية فرنسا وألمانيا والأمم المتحدة".

وأضاف: "لم يقم النظام في كييف بتنفيذ أي من بنود اتفاقيات "مينسك" التي تم التصديق عليها في مجلس الأمن. كانت تلك الاتفاقيات موقع عليها من الرئيس السابق لأوكرانيا بوروشينكو والرئيس الفرنسي هولاند والمستشارة الألمانية ميركل. لم يعتزموا تنفيذ الاتفاقيات، واعتبروها فرصة لكسب الوقت وتسليح أوكرانيا للمواجهة مع روسيا".

وفي الشأن السوري،  اكد أن بلاده تتواصل مع الحكومة الانتقالية في سوريا، لافتاً إلى انها" لم تسحب دبلوماسييها من سوريا".

وتابع لافروف: "سفارتنا هناك تعمل بشكل طبيعي كما بقية السفارات، ونتواصل مع السلطات السورية الحالية وتتم مناقشة القضايا العملية مثل تأمين المواطنين الروس وعمل السفارة. بشكل عام مهتمون بالحوار حول كافة القضايا الأخرى بشأن العلاقات الثنائية". 

وأضاف: "كما قال الرئيس الروسي نحن على تواصل مع جميع القوى السياسية في سوريا، ومستمرون في هذا التواصل حتى قبل هذه الأحداث الأخيرة. أود الإشارة إلى ان رئيس السلطات أحمد الشرع قد قال في لقاء صحفي مع "بي بي سي" ان العلاقات قديمة واستراتيجية مع روسيا، ونحن ندعم ذلك الطرح".

كما أشار لافروف إلى أن سوريا دولة صديقة بالنسبة لروسيا، و"قد ساهمنا في تخلصها من التبعية الاستعمارية وإعداد عشرات الآلاف من الكوادر السورية والآن لدينا خمسة آلاف سوري يدرسون، وسوف نستمر على هذا النهج، ومستعدون لاستئناف العمل مع القادة الجدد بعد أن يتم تشكيل هيكل السلطة".

واستكمل: "نعرف أن هذه المرحلة انتقالية كما تم الإعلان عنها، حيث سيجري التحضير للانتخابات من خلال التوافق مع جميع الأطراف حتى تكون العملية شاملة، وبحيث تكون الانتخابات بمشاركة جميع أطياف السوريين، ومستعدون للمساعدة في هذه العملية في إطار مجلس الأمن، وكذلك في صيغة أستانا وكذلك جنبا إلى جنب مع الدول العربية".

وشدد على انه "لدينا تواصل مع المملكة العربية السعودية والعراق والأردن ومصر وبالطبع مع قطر والإمارات والبحرين ولبنان. الجميع مهتمون بأن لا تكرر سوريا مسار الدولة الليبية بعد أن قام "الناتو" بتدمير هذا البلد، وحتى الآن لم يتم التوصل إلى أي نتائج".

وأضاف: "سمعنا تصريحات الرئيس أردوغان بخصوص الأمن مع سوريا، والأعمال التي سببت الفوضى من قبل، نعمل للحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وهو موقف تركيا. يجب النظر إلى شرق سوريا حيث احتل الأمريكيون منابع النفط والأراضي الخصبة، ويتم استخراج الموارد وتصديرها ودعم التنظيمات التي تسعى للانفصال".

وختم:"هناك من يرغب في تقسيم سوريا، ويجب أن تستوعب إسرائيل مسؤولياتها وألا تحافظ على أمنها خصما من أمن الآخرين. يجب ألا يتم التعويل على أن تدمير المواقع العسكرية للجيران يمكن أن يحافظ على الأمن. فهم بذلك يزرعون المزيد من التوتر والقلاقل".



المنشورات ذات الصلة