في حوار مع قناة "الحدث - العربية"، رَدّ الرئيس فؤاد السنيورة على تصريح لنائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي كان قد أشار فيه الى أنّ "الجيش وحده لا يستطيع أن يواجه العدو"، فقال: "ما يقوله السيد قماطي لا ينطلق من أي استفتاء قام به. وحزب الله لم يسأل اللبنانيين عن آرائهم، ولم يَستشرهم عندما اتخذ قرارًا بخوض هذه العملية العسكرية في الثامن من اكتوبر العام 2023، كما أنه لم يستشر الحكومة اللبنانية على الاطلاق بهذا الخصوص... وما زال يتمسّك بسَردية أن الجيش اللبناني غير قادر على حماية لبنان من أجل أن يبرر احتفاظه بسلاحه غير الشرعي، علمًا أنّ هذا السلاح الذي يقولون عنه انه موجود لردع إسرائيل ولحماية لبنان لم يحقق هذين الهدفين المَحكي عنهما في هذه المعارك الأخيرة".
ولدى سؤاله اذا كانت الفرصة مناسبة الآن للبنانيين بسياسييهم وكتلهم الحزبية لأن يقولوا لحزب الله ولمَن يدعمه انه لا بد أن يكون هذا السلاح ضمن المنظومة العسكرية اللبنانية، أجاب السنيورة: "أعود إلى القول انّ الأمر يتطلب الكثير من الحكمة والحزم. هذان الامران يجب ان يطغيا على الحالة التي سنمر بها خلال مرحلة الأسابيع القليلة القادمة لأنه بعد حالة الغضب والشعور بالخذلان، من قبل حزب الله ومن إيران، ستسود حالة جديدة هي الإدراك المُتدرّج لدى جمهور حزب الله ولدى اللبنانيين لِعظم ما حصل، ولمدى أهمية المتغيرات التي بات على الجميع أن يعترفوا بها ويبدأوا بالتصرّف على أساسها من أجل استعادة التضامن الوطني الجامع لإنقاذ لبنان".
ورأى السنيورة انّ كلام "رجالات حزب الله وإيران الآن هو خطاب موجّه الى القواعد الحزبية لحزب الله، وأيضًا الى الأذرع الإيرانية في المنطقة، أكان ذلك في العراق او في سوريا او في اليمن. وبالتالي، علينا ان نتعامل مع هذه الأمور من خلال الوضوح والحكمة والحزم في آن معًا... وبما انّ التأييد العام لحزب الله في لبنان قد انحسر بشكل كبير، فإنه يجب المُحاذرة من القيام بأي عمل غير متبصّر يكون بنتيجته إعطاء الحزب أي ذريعة جديدة للاحتفاظ بسلاحه".