عاجل:

«اسرائيل» تعربد جنوباً: سقوط الضمانات الدولية واستفزاز للمقاومة (الديار)

  • ٢٢

كتب إبراهيم ناصر الدين في الديار:

في زمن الديبلوماسية لا المقاومة، تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي انتهاك السيادة اللبنانية، ولا من رادع ولا من «يحزنون». بلغ الاستفزاز للمقاومة بالامس ذروته بالتوغل في وادي الحجير الذي لم يجرؤ جنود الاحتلال على دخوله لمتر واحد خلال المواجهات، عاثوا فسادا لساعات ثم انسحبوا. اكتفت «اليونيفيل» بتسجيل الخرق وتدوينه ، لجنة المراقبة «شاهد ما شفش حاجة»، وهي في اجازة الاعياد ولن تلتئم الا في السنة الجديدة! الجيش على سلاحه لكن لا قدرة لديه، ولا يملك بين يده اوامر اشتباك، فكان ضباطه وجنوده في موقف لا يحسدون عليه وهم يراقبون عن قرب استباحة جنود الاحتلال للكرامة اللبنانية. اما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي فيبدو دون «حيلة»، ف»الرسالة» الخبيثة هي اولا واخيرا ردا على اجتماعه قبل ساعات «بالخماسية» ولجنة المراقبة.

رئاسيا، ومع دخول الاستحقاق الرئاسي دائرة البرودة الى ما بعد العام المقبل، وفيما تشكو القوات االلبنانية عدم تعامل اي طرف خارجي وداخلي جديا مع ترشيح رئيسها سمير جعجع للرئاسة، تخضع فرص دخول قائد الجيش العماد جوزاف عون الى قصر بعبدا لاختبارها الجدي الاول من «البوابة» السعودية التي فتحت له ابوابها، وارسلت له طائرة خاصة اقلته الى الرياض، لتقييمه كمرشح رئاسي لا كقائد عسكري، واذا كانت مجرد الزيارة مؤشرا لافتا تعزز حظوظه الرئاسية، الا ان تبني المملكة لترشيحه يبقى خاضعا لدفتر شروط مرتبط «بسلة» حكم متكاملة للعهد الجديد، يسوق لها مستشار وزير الخارجية للشؤون اللبنانية الامير يزيد بن فرحان الذي التقى القائد في الرياض وسيكون في بيروت قبل موعد الاستحقاق في ال9 من الشهر المقبل. وستكون الايام المقبلة مفصلية لمعرفة موقف المملكة من ترشيح عون حيث يمكن تلمس المؤشرات من المواقف المفترضة لعدد كبير من النواب ينتظرون «كلمة السر» السعودية ليبنى على الشيء مقتضاه.

استفزاز المقاومة!

وامام مشهد دخول الدبابات والجرافات الاسرائيلية وجنود مشاة الى وادي الحجير بالامس، وصفت مصادر حكومية الخروقات الاسرائيلية بانه «صلافة» وتحد يعرض التفاهم للخطر الجدي. ووفقا لتلك الاوساط حصل لبنان على تاكيدات اميركية بان اسرائيل لن تبقي جيشها في الاراضي اللبنانية بعد ال60 يوما، لكنها اشارت الى ان اسرائيل تحاول استفزاز المقاومة لدفعها الى الرد لخلق ذرائع للتملص من الاتفاق، لكن ثمة مؤشرات جدية بان حزب الله الذي يراقب ميدانيا ما يحصل يتصرف بقدر عال من المسؤولية ولن يستدرج الى اي رد فعل قبل انتهاء المهلة.

هل تخرج الامور عن السيطرة؟

ماذا بعد؟ مصادرمعنية بالتطورات اكدت «للديار» ان اتفاق وقف النار تعرض بالامس الى اخطر اختباراته، وهو اهتز بقوة، وان كان لم يقع، لكن تكراره يهدد بجدية بخروج الامور عن السيطرة، والامر يحتاج الى تغيير في مقاربة الجهات الرسمية للملف والقيام بخطوات اكثر جرأة تجاه الدول الضامنة، لان حكمة حزب الله لن تستمر طويلا، امام لامبالاة وتواطؤ لجنة مراقبة وقف النار، والدول الراعية للاتفاق، فالمقاومة لن تتخلى عن واجباتها، وتملك الجهوزية الكاملة للمبادرة في الوقت المناسب الى فعل ميداني يعيد التوازن الى معادلة الردع، مهما كانت التداعيات، لانها تبقى اقل كلفة من السماح للعدو بالعربدة في القرى الحدودية، وما لم ياخذه بالحرب لن يسمح له بان يحققه خلال وقف النار، فالمقاومة لم ولن تتخلى عن حماية لبنان وهي مسؤولية حملتها عن كل مدعي السيادة وعليهم اثبات جدارتهم اليوم قبل فوات الاوان، حيث يشعر كل لبناني شريف اليوم بان المقاومة وحدها هي القوة القادرة على وضع حد لهذه الانتهاكات، وهي لن تخذلهم كما هي العادة.

لا انسحاب بعد الـ 60 يوما؟

وكانت قوات الاحتلال قد استبقت توغلاتها، بالترويج الى احتمال «تمديد بقاء قواتها» في الجنوب. وفي هذا السياق، لفتت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية الى أنه إذا لم ينجح الجيش اللبناني في السيطرة الكاملة على جنوب لبنان نهاية الفترة الزمنية المحددة لوقف إطلاق النار فسيتعين على الجيش الإسرائيلي البقاء هناك! ويبدو ان اسرائيل لا تعير اي اهتمام الى الاتفاق بحد ذاته، وما يهمها هو التفاهم الجانبي الذي حصل بينها والولايات المتحدة والذي اعطاها الحق في التحرك ضد اي هدف، اينما كان، ترى فيه تهديدا محتملا. وهذا بالضبط، ما تفعله اليوم.

مشروعية المقاومة

في المقابل، شككت مصادر مطلعة في مخاطرة حكومة نتانياهو بالبقاء على اراض محتلة في الجنوب بعد الـ60 يوما، ولفتت الى انها تعرض كل ما تعبره مكاسب للخطر، فهي ستمنح حزب الله مشروعية المقاومة واستئناف القتال في مناطق تعتبر محتلة، وهو قادر على التكيف مع الوقائع الميدانية ولديه القدرة على تكبيد جنودد الاحتلال خسائر فادحة، كما سيفقد المستوطنين الامن مجددا، ما سيزيد من المشاكل الداخلية لرئيس حكومة الاحتلال. واذا كانت الخروقات الفاضحة اليوم تعكس لا مبالاة تل ابيب بنص الاتفاق، واضعة هيبة المسؤولين اللبنانيين، والجيش اللبناني، والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا «واليونيفيل» على المِحك، فانها بعد الـ60 يوما ستوفر حجة قوية لحزب الله للتحرك عسكرياً مجددا وعدم تنفيذ البنود المتصلة بانسحابه من منطقة جنوب الليطاني، على قاعدة المساواة.

التوغل في وادي الحجير

وكانت قيادة الجيش قد اعلنت ان العدو الاسرائيلي يواصل تماديه في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه وتدمير القرى والبلدات الجنوبية. في هذا الإطار، توغلت قوات تابعة للعدو الإسرائيلي في عدة نقاط في مناطق القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير - الجنوب، وقد عزز الجيش اللبناني انتشاره في هذه المناطق، فيما تتابع قيادة الجيش الوضع بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.

انفجارات... وتجريف... وخطف

وقبل انسحابها رفعت جرافات اسرائيلية سواتر ترابية بين وادي الحجير ووادي السلوقي. وسمعت اصوات انفجارات في المنطقة. وكانت تقدمت آليات الجيش الإسرائيلي عبر وادي الحجير جنوبا، حيث قامت بعمليات تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة خلال تقدمها. كما قامت القوات الاسرائيلية بخطف المواطن حسام فواز من بلدة تبنين، خلال توجهه الى مركز عمله في مركز الكتيبة الاندونيسية التابعة لـ «اليونيفيل» في بلدة عدشيت القصير - قضاء مرجعيون. لكن بعد ساعات، افيد ان «اليونيفيل» تسلمت والصليب الأحمر اللبناني فواز بعد اختطافه وهو مصاب. كذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص بالأسلحة الرشاشة من مارون الراس باتجاه مدينة بنت جبيل، وسُجّل تحليق منخفض للمسيرات في المنطقة. وعلى الأثر، أقفل الجيش اللبناني الطريق المؤدية إلى وادي الحجير، بدءًا من مركزه عند جسر قعقعية الجسر. كما توجهت دورية تابعة لـ «اليونيفيل» إلى مفرق القنطرة حيث تتواجد قوة إسرائيلية. وإثر التوغل الإسرائيلي بشكل مفاجئ باتجاه بلدة القنطرة، نزح منها الأهالي إلى بلدة الغندورية. وبعد الظهر، افيد بانسحاب آليات الجيش الإسرائيلي من وادي الحجير باتجاه أطراف وادي السلوقي بعد تجريف عدد من الاراضي.

حزب الله: تطور خطر

وفي هذا السياق، اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، إن توغل قوات العدو الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية وصولا إلى وادي الحجير، يشكل تطورا شديد الخطورة وتهديدا جدياً لإعلان الإجراءات التنفيذية للقرار 1701 وتقويضا للصدقية الواهنة للجنة المشرفة على تنفيذه. أضاف: «إن هذا التطور الذي يظهر تعاطيا إسرائيليا خارج أي التزام أو إجراءات، وكأن لا وجود لأي تفاهم أو التزامات، يوجب على الدولة اللبنانية حكومة وجيشا وجهات معنية، إعادة تقويم الموقف بصورة فورية، ومراجعة الآداء الحالي الذي أظهر فشلا ذريعا في الحد من الإمعان الإسرائيلي في استمرار الأعمال العدائية على المستويات كافة بما فيها التوغل في الأراضي اللبنانية وقتل واعتقال المدنيين اللبنانيين.

بيان «رفع عتب» من «اليونيفيل»

من جهتها اكتفت قيادة «اليونيفيل» باصدار بيان «رفع عتب» اكدت فيه أن «أي أعمال تهدد اتفاق وقف الأعمال العدائية الهشّ، يجب أن تتوقف». وقالت ان اليونيفيل تستمر في حثّ الجيش الإسرائيلي على الانسحاب في الوقت المحدد ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان والتنفيذ الكامل للقرار 1701 كمسار شامل نحو السلام». وعبر البيان عن القلق إزاء استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، وهذا يشكل انتهاكاً للقرار 1701. وطمانت «اليونيفيل» اللبنانيين ان جنود حفظ السلام المهام المنوطة بهم، بما في ذلك رصد الانتهاكات للقرار 1701 وإبلاغ مجلس الأمن عنها؟!


المنشورات ذات الصلة