هآرتس 30/12/2024، روغل الفر: لنرفع القبعة
للحوثيين، لأن
نتنياهو يمكنه الاعتماد عليهم في عدم انهاء الحرب
نحن نحتاج الى يقظة كبيرة كي لا نفوت الفرصة. البيان تم نشره للجمهور
بطريقة عرضية ولامبالية كروتين على غرار تحديث حالة الطقس. أحيانا ظهر الامر وكأنه
يختفي خلف تضخم البروستاتا لبنيامين نتنياهو، ولكن من يسمعون جيدا أي همسة واشارة
بالتأكيد لاحظوا أن المحللين والمراسلين العسكريين، الذين في معظمهم يعتبرون
مدنيين يعملون في الجيش الإسرائيلي، بشروا مؤخرا باشارات هامشية بأن نظام نتنياهو
والجيش اعلنوا عن افتتاح ما يسمى بـ “معركة ضد الحوثيين”.
لقد حرصوا على الإشارة بأنها هي حقا مثل اسمها: معركة، ليس عملية ولا
حتى حرب، بل شيء عام، معقد وكبير بدرجة لا يمكن تقديرها. هذا سيستغرق الكثير من
الوقت، هكذا وعدوا. وسيتم تخصيص موارد وميزانيات وقوة بشرية ووسائل قتالية واسلحة.
المعلومات عن ذلك، وكالات الاستخبارات تركز على صنعاء. بعد ذلك ستأتي كل النجاحات
الكبيرة التي يحبها الجمهور في إسرائيل كثيرا: الاغتيالات، العمليات الخيالية
والإنتاج الدولي. كل ما يجعل سكان الاستوديوهات الذين يلامسون اهداب البيبية
يرحبون برفع قبعة الاطراء. هل لاحظتهم هذه القبعة؟ لنرفع القبعة لسلاح الجو،
“أمان”، الموساد والشباك، في كل مكان.
اذا كان الامر هكذا فنحن في بداية المعركة ضد الحوثيين. يجب علينا
الإشارة على الفور بأنهم لا يتأثرون من الهجمات ضدهم، سواء هجمات إسرائيل أو هجمات
الدول العظمى الغربية مثل أمريكا وبريطانيا. لحسن الحظ أن الحوثيين لا يهتمون
بمواطنيهم، ولا تهمهم البنى التحتية أو الحياة، وبالتأكيد ليس مستوى هذه الحياة.
كل ما يهمهم هو: هيا الى المعركة، واي اعتبار آخر ليذهب الى الجحيم. هم بحاجة الى
معركة من اجل الحفاظ على نظامهم، أنتم تفهمون ذلك. هم مستعدون للتضحية بالرعايا من
اجل حكمهم. من قال إنه لا يوجد شريك في الطرف الآخر؟ هم الشريك المثالي لنتنياهو.
أيضا هو مثلهم بحاجة الى معركة من اجل الحفاظ على حكمه، أيضا هو لا يهتم بمواطنيه،
سواء الذين يعيشون في إسرائيل أو الذين يحتضرون في انفاق حماس. أيضا هو، مثل
الحوثيين، مستعد للتضحية بكل ذلك من اجل نفسه.
للحظة سجل ذعر مشابه في صنعاء وفي القدس. ما هذا، هل انتهت الحرب؟
بهذا القدر من التبكير. لقد بدأنا للتو. حزب الله خيب أملنا، انهار عندما اصبح
الوضع اكثر قسوة. المليشيات في العراق أصبحت أرنب وخلافا لوعدها الصريح انسحبت.
الأسد، الشخص الضعيف، هرب وقام بتغيير مكانه. ايران سببت لنا اليأس وقطعت الاتصال
من طرف واحد. حماس، باركها الله، تحاول البقاء في اللعبة، لكنها في الحقيقة لم تعد
قادرة على توفير البضاعة المطلوبة مثلما في السابق، عندما قام نتنياهو بتمويلها
وبنائها كان يتوقع ثمن حقيقي مقابل ذلك. هو لم يقم بتسليح رجال حماس طوال هذه
السنوات من اجل إدارة الظهر بعد سنة وبضعة اشهر من الحرب والقول: هيا نتوقف، خذوا
كل المخطوفين واخرجوا من غزة. ماذا تساوي الـ 450 يوم مقابل الى الأبد؟. نظام
نتنياهو بحاجة الى شريك ملتزم اكثر، والحوثيون يقدمون إشارات على أنه تم تشكيلهم
من المادة الصحيحة. هم بعيدون قليلا، هذا صحيح، لكن بالتحديد المسافة والصعوبات
اللوجستية تبدو واعدة. أي أنها تضمن “المعركة”. شيء ما ثابت، يمكن الاعتماد عليه
على الأقل حتى العام 2026، لكن لماذا نكون قليلي الايمان؟ بتطوير وتدريب صحيح ربما
سينجحون في الاستمرار حتى الاحتفال بعيد ميلاده الثمانين. ما المطلوب منهم؟ صاروخ
بالستي ثلاث أو اربع مرات في الأسبوع كي يتم عرض الانسحاب من القطاع مقابل جميع
المخطوفين كاستسلام مهين للعدو؟ قليل عليكم، أيها الحوثيون. لنرفع القبعة، قبعة
كبيرة، للحوثيين.