عاجل:

بداية السنة تحمي العد العكسي وترشيح جعجع جدي للغاية (النهار)

  • ٣٤

يمكن القول إنّ احتفالات استقبال السنة الجديدة لم تظهر أي أثر من شأنه لجم او تبريد حمى العد العكسي الآخذ في النفاد لجلسة 9 كانون الثاني (يناير) المقبل لانتخاب رئيس الجمهورية.

على رغم التفاوت في الاحتفالات بين المناطق اللبنانية وفي ظل التداعيات الثقيلة للحرب التي لا تزال ماثلة بقوة لدى العديد من الفئات والمناطق ، بدا استقبال لبنان للسنة 2025 محفوفا بآمال كبيرة واستبشار بطي زمن قاتم جثم لمدة طويلة فوقه وحملت الفترة الأخيرة من السنة الراحلة مؤشرات ووقائع واعدة بتبديله جذريا . وبهذه الأجواء والمناخات يمكن القول ان احتفالات استقبال السنة الجديدة لم تظهر أي أثر من شأنه لجم او تبريد حمى العد العكسي الآخذ في النفاد لجلسة 9 كانون الثاني(يناير) المقبل لانتخاب رئيس الجمهورية، اذ عكست معطيات الكواليس السياسية حماوة تصاعدية ستتسم بطابع متدحرج تباعا كلما مر يوم من الأيام القليلة المتبقية لموعد الجلسة . واذا كان يمكن الحديث عن عامل جديد غير اعتيادي في هذا السياق فهو يتمثل في الجدية الشاملة والواسعة التي يتعامل عبرها الزعماء السياسيون والكتل النيابية والنواب مع موعد الجلسة باعتبارها غير قابلة لاي ارجاء أولا وهي الوعاء الأفضل لاحتواء كل أزمات البلد بانتخاب رئيس البلاد . ولذا يتضاءل عامل المناورات وتأثيرها امام تعامل القوى السياسية مع الاستحقاق اذ باتت معظم القوى والكتل تتحسبا لكل الاحتمالات .

ووسط هذه الأجواء برز في الساعات الماضية ، اكثر فاكثر ، ملف الترشيح المحتمل لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والذي صار في الأيام الأخيرة اكثر من احتمال افتراضي في ظل تكاثر مؤشرات على جدية كتلة "القوات"  في الاتجاه الى ترشيح جعجع ولو ان القرار النهائي إيجابا او سلبا لن يتخذ الا في ربع الساعة الأخير أي قبل أيام معدودة قبل موعد الجلسة الانتخابية . وعلى رغم اتهامه بالمناورات في صدد ترشيح جعجع وسواه ، اكتسب موقف جديد لرئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل من احتمال ترشح جعجع دلالات بارزة استوقفت الأوساط المتابعة اذ قال باسيل انه إن كان سيختار للرئاسة بين رئيس حزب "القوات" سمير جعجع وقائد الجيش جوزف عون ورئيس تيار "ألمردة" سليمان فرنجية، "معروف بين هؤلاء الثلاثة من يمتلك الشرعية الشعبية. سمير جعجع هو من يمتلك هذه الشرعية الشعبية وله الأولوية في هذا الموضوع"، وفق قوله، رغم إشارته إلى أنه لن يكون أمام هذا الخيار. وأضاف : "الموضوع ليس سراً، لقد تمّ طرح موضوع انتخاب جعجع علينا إن لم نقل طُلب منا، ونحن لا نتعاطى معه بسلبية إنما نحن نبحث في شروط نجاحه، نحن نريد رئيساً للجمهورية يصنع حلاً ويجمع اللبنانيين، ولا نمانع إذا كان جعجع قادراً على تأمين هذا الامر".

ويبدو واضحا ان باسيل يلمح الى ضرورة ان يحظى جعجع بأكثرية مرجحة وقابلة لانتخابه وهو الامر الذي يضفي دلالات إضافية لجهة ان الأيام القليلة المقبلة ستشهد أوسع موجات المشاورات والجهود للدفع نحو تزكية واسعة لمرشح معين ، واذا تعذر الامر يتفتح معركة التنافس في الجلسة التي بات يرجح اكثر من أي وقت سابق انها ستحمل الرئيس الجديد للبنان. 

وفي اطار التحركات الداخلية امس استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، وفداً أوكرانياً رفيع المستوى، برئاسة وزير خارجية أوكرانيا اندريه سيبيغا وقدم له شرحاً مسهباً حول الوضع في لبنان من حيث التركيبة الاجتماعية والسياسية والتباينات العقائدية التاريخية فيه وصولاً الى الحاليات السياسية ، وبخاصة وضعية الحكومة الحالية، الملف الرئاسي واتفاق وقف اطلاق النار، حيث اعتبر "ان الحكومة الحالية تشبه الوجه الآخر للبنان، وهي واقعة تحت سيطرة محور الممانعة الذي لا يزال يملك قدرة على التأثير الداخلي والتعطيل، على الرغم من كل ما حل به في لبنان والمنطقة، وكل ما جره من ويلات على البلدان الواقعة تحت تأثيره وعلى شعوبها".

وطغى الاستحقاق على لقاءات بكركي حيث استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الرئيس العماد ميشال سليمان الذي قال "طرحت وطلبت من غبطته اعلان سنة 2025 حياد لبنان، لان الظروف التي حصلت وتحصل في المنطقة تدل على اننا جميعا في امس الحاجة لتحييد لبنان كما طرحته سابقا وعاد غبطته وطرحه مجددا وبمعنى اوسع اي الحياد الايجابي، وهذا الموضوع يبدأ في بداية السنة الجديدة مع انتخاب رئيس للجمهورية من دون شروط او "فيتو" من احد، وانا اتمنى ان تكون مواصفاته، مؤمنا بالمؤسسات والقانون وليس حزيبا، مع العلم ان غيري لا يوافقني الرأي ولكنني أتمنى ألا يكون حزبيا، واذا لم ننتخب رئيسا في بداية سنة ستكون الامور متعثرة". أضاف: "كما طرحت وطلبت من غبطته التحرك من موقعه المسيحي والمعنوي من اجل دعم صمود المسيحيين في سوريا بالتعاون مع بطاركة الشرق والفاتيكان والادارة السورية الحالية لدعم صمود المسيحيين في سوريا التي تمثل تاريخا عميقا لهم".

كما التقى  البطريرك نائب رئيس حزب الكتائب النائب سليم الصايغ الذي قال : "أجرينا جولة افق عشية الانتخابات الرئاسية وكان هناك تطابق مع توجيهات سيدنا، واليوم لابد من ان نضع كل جهودنا كنواب لنواكب الاندفاعة الدولية لانقاذ لبنان. علينا كلبنانيين ان نواكب هذه الاندفاعة باكبر التفاف ممكن حول مرشحين يمكن ان يحصلوا على تزكية او تقدم على غيرهم، لانهم يتمتعون بثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي. أضاف :"واليوم هناك تذاك ولعب بالسياسة على الطريقة اللبنانية بالنسبة لانتاج رئيس كما العادة ،في وقت هناك أنظمة تسقط ولبنان إنقلب رأسا على عقب، وهناك كثر يفكرون بالطريقة الكلاسيكية والتقليدية اي "مرقلي تمرقلك" وان يأتوا برئيس مقيد غير محرر لتامين مصالحهم.نحن نقول للمرشحين كونوا متحررين في جلسة التاسع من كانون الثاني، ولا تعطوا أي التزامات او أي ضمانة لاي فريق، لان هواجس اي فريق هي هواجس كل اللبنانيين، وما من هواجس خاصة بفريق معين ولا من قلق عند هذا او ذاك، انما هناك هواجس الوطن ودولة المواطنة والحق والقانون والمؤسسات من هنا نطلب بان يأتي رئيس حر وندعو النواب الى التحرر من كل الالتزامات وانتخاب رئيس حر ومن تتوافر له الحظوظ الاكبر".

اما في ما يتصل بالوضع في الجنوب في اخر يوم من السنة فاصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: تمركزت وحدات الجيش حول بلدة شمع - صور بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل ضمن إطار تعزيز الانتشار في المنطقة، وبدأت الدخول إليها بالتزامن مع انسحاب العدو الإسرائيلي منها، وذلك بعد الاتصالات التي أجرتها اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار .(Mechanism) وسوف يُستكمل الانتشار في المرحلة المقبلة، فيما ستُجري الوحدات المختصة مسحًا هندسيًّا للبلدة بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة. لذا تدعو قيادة الجيش المواطنين إلى عدم الاقتراب من المنطقة والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار."

في المقابل أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على حسابه عبر "اكس" أن السلطات الإسرائيلية تذكّر سكان جنوب لبنان بعدم العودة إلى بيوتهم أو الانتقال جنوبًا إلى خط القرى والمناطق المحيطة به، وذلك "حتى إشعار آخر". وأوضح أدرعي أن جيش الدفاع الإسرائيلي لا يعتزم استهداف المدنيين في هذه المرحلة، ولكنه أكد أن أي شخص يقرر العودة إلى القرى والمناطق الواقعة جنوب هذا الخط يعرض نفسه لخطر كبير.


المنشورات ذات الصلة