عاجل:

انطلاقا من وجودها الشرعي على أراض سورية: مفاوضات روسية ـ سورية على قاب قوسين او أدنى من الاستقرار (خاص)

  • ٨٧

خاص ـ "ايست نيوز": كشفت مصادر ديبلوماسية مطلعة لموقع "إيست نيوز" ان المفاوضات التي انطلقت بين الجانبين السوري ممثلا بالاجهزة الجديدة التي تسلمت السلطة ووفد روسي رفيع المستوى قد بلغت مرحلة متقدمة باتجاه ما يسميه الطرفان ترتيب العلاقات بين الدولتين على أسس واضحة يمكن ان تؤدي في حال استكمالها إلى المراحل النهائية ان تعيد ترميم العلاقات بين الدولتين بعيدا من الترددات التي تركها التدخل الروسي في سوريا منذ خريف العام 2015 باتجاه بناء علاقات طبيعية بين دولتين.

وقالت هذه المصادر، قبل الدخول في الكثير من التفاصيل تجدر الاشارة الى ان  المفاوضات انطلقت منذ بدايتها من معايير جرى التفاهم بشأنها بين الطرفين. وابرزها الحفاظ على وحدة الاراضي السورية وسيادة الدولة على اراضيها، وان تعود سوريا الى الحاضنة العربية بعد عودتها الى اجتماعات القمم العربية ونشاطات الجامعة العربية على مستوى مؤسساتها كاملة.  

واضافت المصادر ان هذه المفاوضات التي جرت في غرف مغلقة قطعت شوطا بعيدا باتجاه التسوية التي يسعى اليها الطرفان عند انعقاد اول لقاء بينهما في موازاة الحركة الدبلوماسية الناشطة باتجاه الحكم الجديد في سوريا وما يمكن ان تنتهي اليه على خلفية ان الوجود الروسي في البلاد تاريخي ولا تنطبق عليه المعايير والظروف التي تحكمت بوجود القوى العسكرية والامنية سواء كانت اميركية او تركية او إيرانية قبل سقوط النظام وخلافها من القوى الاخرى المتفرقة طيلة سنوات الحرب التي امتدت على مدى 13 عاما وتحديدا منذ السادس عشر من آذار 2011 حتى انتصار الثورة في 8 كانون الأول الماضي وإنهاء نظام آل الأسد.

ولفتت المصادر أن لكل من الطرفين مصلحة وأولويات يريدانها من الحوار المستجد وهي مبنية على سلسلة من المصالح المشتركة وهذه ابرز العينات منها:

من الجانب السوري،  فإن قيادة سوريا الجديدة تراهن على إعادة وصل ما انقطع مع الدول كافة وان حوارها مع موسكو يجب ان يضمن مصالح الدولتين لبناء علاقات طبيعية وجيدة مع دولة كبرى. كما ان لدمشق مصلحة بتوفير الرعاية الدولية للنظام الجديد ولا يمكنها ان تتجاهل موقع روسيا في الأمم المتحدة. فهي إحدى الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن الدولي وان دمشق تراهن على الضغوط الروسية التي يمكن ممارستها في مجلس الأمن الدولي والمنتديات الدولية ولا سيما لجهة تمسكها بتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية السورية عبى تعددها والمتشعبة على اكثر من مستوى إنساني وديبلوماسي ودولي ومالي يفرض عليها تنسيقا دائما مع موسكو.

أما من الجانب الروسي فان لموسكو أكثر من هدف ومصلحة وإن  كان أولها الاطمئنان الى الإستراتيجية العامة للقيادة، ورؤيتها للدولة الجديدة وخصوصا على مستوى العلاقات البينية بين مكوناتها  الطائفية  والعشائرية. ذلك أن لروسيا مصلحة في حماية الاقليات المسيحية منها كما الاسلامية، وهي تريد ان تلفت نظر القيادة الجديدة من امكان ان تتجدد التجارب التي اتسمت بها الأنظمة الإسلامية في المنطقة ولا سيما التجربة العراقية التي اقيمت لفترة إبان حكم "داعش" قبل القضاء عليها. وإضافة الى ذلك فانه ليس من مصلحة روسيا ان تنهي وجودها العسكري بحرا في قاعدة طرطوس وحيث القاعدة الجوية في حميميم فهي مواقع تاريخية بنيت على أسس من الاتفاقيات المشتركة بين دولتين منذ العام 1970 في القرن الماضي وقد تم تجديدها لـ 49 عاما قبل سنوات قليلة ولا يمكن الغاءها بسهولة. وخصوصا ان روسيا تعتقد أنها الدولة الكبرى الوحيدة التي لها قواعدها على أراض سورية بصورة شرعية تكفلها الاتفاقيات الدولية وهي لن تفرط بهذا الوجود على شاطئ المتوسط الدافىء.

عند هذه الملاحظات وغيرها التي لا يمكن تناولها جميعها فإن ما تشي به المراجع الديبلوماسية يوحي بإمكان التوصل الى اتفاقات جديدة في فترة قياسية ليست ببعيدة لتنال القيادة السورية اعترافا من قبل الدولة الروسية تعزز وجودها بين الأمم. وهي مرحلة تقاس بحاجتها الى التوازن الذي تسعى اليه القيادة السورية الجديدة في علاقاتها الدولية لتجاوز مرحلة انتقالية كانت توحي بأنها وليدة ثنائية تركية  - قطرية الهوى، لما للبعض من مصلحة لضمها الى نظام "الإخوان المسلمين" وهو ما يفسد علاقاتها بالدول الاسلامية الاخرى وغيرها ممن يتوجسون هذه العقلية في الحكم. ولعل اولى الاطلالات الخارجية لها ديبلوماسيا ودفاعيا و استخباريا باتجاه الرياض كانت من اولى الرسائل التي تعزز هذا الاعتقاد. 


المنشورات ذات الصلة