اولا ابوزينب ليس ناشطا سياسيا اذا كان الكاتب ضليعا بمعرفة تاريخ المعارضة العراقية في الخارج..كان ابوزينب جبهة من المعارضة العراقية ومعه جبهة من القوى السياسية والعسكرية سميت في وقتها تجمع القوى العراقية تقى ..وهو اول من افتتح عهد التحاور مع العامل الدولي في الثمانينات وجلس مع الفرنسيين والامريكيين والايرانيين وكان شخصية بارزة في سوريا واصدر لعدة سنوات جريدة البديل الاسلامي التي ضمت كبار الكتاب ومختلف شخصيات القوى الوطنية يكفي البديل الاسلامي حضورا وقوة في الساحة السورية ان البعثيين العراقيين الموالين الى سوريا يحضر ممثل عنهم في هيئة تحرير الجريدة لبلورة المواقف والكتابة بما يمثل ويخدم وينسجم مع مواقف القوى الوطنية في الساحة العراقية بسوريا..
عزت الشابندر كان المعارض العراقي البارز الذي سجل حضورا لافتا في عملية الاتصال بالضباط العراقيين في الداخل عبر لقاءات كانت تجمعه في بيروت لغرض القيام بعمليات مسلحة تستهدف رموز النظام الامنية المخابراتية وكان الطرف الممول الوحيد لها..
عزت هو الشخصية الاهم في اهتمامات الرئيس حافظ الاسد كان يؤخذ رايه الحصيف ازاء كل القضايا والملفات العراقية مورد الاهتمام السوري والعربي والدولي وكان يتحرك بخصوصيته العراقية ولم يحدث مرة ان عمل او تحرك لصالح دولة او جهة امنية كما عمل غيره وكان يقدم التقارير الامنية للمخابرات السورية.
وللتاريخ وانا شاهد على تلك المرحلة ان فكرة تاسيس المؤتمر الوطني العراقي الموحد وان يكون للمعارضة العراقية صوت ومنبر وراي مسموع في الاهتمامات الدولية وان يتم الاعتراف بهذه القوى كبديل شرعي وحقيقي لنضال الشعب العراقي هو عزت الشابندر لكن الرجل ابتعد عن المؤتمر وترك الامر للمرحوم الجلبي لمواصلة المسيرة ان الاميركان ارادوا منه ان ينفذ ارادتهم وشروطهم في ادارته فرفض.
كان عزت الشابندر يمثل الحل المدني الديموقراطي الوطني الليبرالي في الساحة العراقية ولم يكن يمثل الحل الايراني او السوري او الامريكي او عمل يوما لاقامة دولة اسلامية ولانه استطاع ترسيخ هذه الرؤية في المؤسسات الدولية في مواجهة الاخرين المبهورين بوهج الثورة الايرانية او السائرين في ركاب الدعوة لاقامة الدولة الاسلامية اشتغل الاخرون عليه ولم يدخروا سهما او رصاصة او قذيفة او كلاما قاسيا الا وتهاشوه به لكنه بقي كما كان قامة مديدة وشخصية ممتلئة ورصينة ورمزا مهما من رموز العمل الوطني.
الملاحظة المهمة في هذا المجال ان كل الاسماء التي تحركت خلال عشرين عاما من عمر التجربة الوطنية الحالية في مواقع مهمة بالدولة خصوصا ممن كانوا في سوريا لم يكن لهم صوت وكانوا يعيشون في الزوايا وبعضهم كان ينتظر اشارة الضابط الامني في الفرع279 لكي يوصل اليه رؤية المخابرات الاسبوعية ازاء القضية العراقية !.
يكفي عزت الشابندر انه السياسي العراقي الوحيد الذي كان يحظى باحترام القيادة السورية دون ان يكون واحدا منهم او محسوبا عليهم ويكفي تاريخه فخرا انه استطاع بناء كيان حقيقي للمعارضة العراقية الليبرالية والوطنية في وقت كانت الساحة العراقية ايامذاك مصنفة على مكاتب للاسلاميين والاكراد والبعثيين.
بعد 50عاما من العمل الاسلامي والوطني العراقي يبقى عزت الشابندر علامة فارقة في تاريخ العراق وسياسيا بارعا كانت الدوائر العربية المسؤولة ورجال القصور الجمهورية في دمشق يستقبلونه استقبال رجالنا الحاليين في الدولة العراقية..
اما مبعث الاستياء الذي يشعر به الاخرون من الساسيين ازاء ابي زينب ان عزت جميل الشكل والخطاب والثقافة والوطنية المحظة والجذور العراقية العميقة وابن الكرادة وصاحب القلم الرشيق.
هذا هو الناشط..الباشط