كتب آفي اشكينازي في صحيفة "معاريف":
- "أريدكم أن تعلموا أنني أراقب الوضع الذي وصلت إليه حماس، هم يرون يومياً ما تفعلونه بهم، ويدركون أن هذا الأمر يوشك على أن يصبح احتماله مستحيلاً، وأقول لكم إننا لن نتوقف، سنجعلهم يصلون إلى النقطة التي يدركون فيها أن عليهم إعادة كل المخطوفين، وإلّا، فإن العمل المهني جداً الذي تقومون به سيستمر ويستمر مع مزيد من المعتقلين ومزيد من القتلى". هذا الكلام قاله في الأمس رئيس الأركان اللواء هرتسي هليفي خلال لقائه مقاتلي الجيش الإسرائيلي في جباليا.
- بعد أقل من أسبوعين، سيجري تنصيب رئيس جديد في الولايات المتحدة. تهديدات ترامب تُسمع جيداً في المنطقة. لكن ثمة شك كبير في مدى وزن هذا الكلام. في الأسابيع الأخيرة، يطلق الجيش الإسرائيلي النار ويقاتل، لكن في الساحة السياسية هم يتحدثون فقط ولا يفعلون الكثير.
- لديّ شك كبير في أننا قادرون على الوصول إلى الهدف المنشود، وهو إعادة كل المخطوفين ووقف القتال في غزة. لا تريد الحكومة الإسرائيلية، فعلاً، الوصول إلى هناك. وأريد تأكيد هذه الحجة من خلال الإشارة إلى عدة نقاط ظهرت في الأيام الأخيرة، على الرغم من الكلام الواضح الذي قاله، أكثر من مرة، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بشأن موقفه من الموضوع، وكيف سيتصرف إذا تم التوصل إلى اتفاق حاسم.
- في الأمس، قال أعضاء في لجنة "يعقوب نيجل" إن ميزانية الجيش لسنة 2025 وخطة بناء القوة البشرية في الجيش، تستندان إلى حقيقة أن القتال الحالي في غزة سيستمر طوال سنة 2025. وفي الأمس، اعترف الجيش بأن مقاتلي لواء كفير، الذين خدموا في الأشهر الأخيرة في شمال القطاع، وهزموا كتيبة بيت لاهيا، ودمروا أبراج ضباط "حماس" في بيت حانون، التي كانت تهدد سديروت ومستوطنات شمال "غلاف غزة"، أنهوا دورتهم القتالية.
- لكن في الوقت عينه، أوضح الجيش أن المقاتلين خرجوا للانتعاش قليلاً من قتال استمر وقتاً، وقريباً، سيعود لواء كفير إلى القتال في غزة. حتى إن رئيس الأركان لمّح بقوة في كلامه السابق إلى إصرار الجيش على مواصلة القتال من دون موعد هدنة. في مثل هذا الوضع، من الصعب أن يكون المرء متفائلاً.
- يجب أن تنتهي القصة في جباليا، وأيضاً في بيت حانون، حيث ينشط مقاتلو الناحل بإصرار، ويدفعون ثمناً باهظاً بمقتل 3 قادة من اللواء خلال يوم واحد، وجرح 4 مقاتلين آخرين في ثلاثة حوادث قاسية. المشكلة الكبيرة هي في عدم وجود خطة منتظمة بشأن مستقبل القتال والخطوات المطلوبة، أيضاً لا يوجد جدول زمني، ولا أهداف واضحة. ماذا يوجد؟ مخطوفون يقبعون في الأنفاق، متروكون في مواجهة مصيرهم. لا يعرف الجيش ما هي أهدافه، وليس هناك خطة عمل يمكن قياس نجاعتها.
- يتعين على رئيس الأركان، وعلى المنظومة الأمنية، بعد مرور عام و3 أشهر على القتال، التوقف قليلاً، وإجراء تقييم ذاتي، ليس فقط إزاء ما يتعلق بأحداث 7 أكتوبر، يل أيضاً إزاء العمليات وإدارة المعركة في غزة. عندما نفحص القتال في غزة، مقارنةً بالقتال في الشمال في مواجهة حزب الله، يمكننا ترسيم المشكلة. لماذا في الشمال، وخلال شهرين من المناورة العسكرية، وعام من القتال الدفاعي، تمكنّا من حسم المعركة؟ لأنه كان هناك هدف واضح للقتال، وجرى تنفيذه. لقد هزم الجيش الإسرائيلي حزب الله، التنظيم الذي يبلغ حجمه عشرة أضعاف حجم "حماس".
- والسؤال الأكثر إثارةً للقلق، كيف لم نتمكن من إنقاذ المخطوفين، ومن إنهاء المعركة في غزة. إن الجيش الذي قاتل في الشمال هو نفسه الذي يقاتل في الجنوب، والقادة هم أنفسهم، وكان استخدام القوة مشابهاً تقريباً في المكانين. أين أخطأنا؟ لقد كان الأسبوع الأخير مضطرباً فيما يتعلق بمصير المخطوفين، والتطورات تتلاحق من كل الاتجاهات. حان الوقت للتوصل إلى خلاصة واتخاذ القرارات المؤلمة، لكن الصحيحة.
×